هذا ما حصل ...يا وزير العمل ...



بقلم عوني زيادين
بعد الزوبعه الاعلاميه التي رافقت ما سمي ب (الحمله الوطنيه للتشغيل) وجرعة التفاؤل التي أعطيت لالاف العاطلين عن العمل بدأت النتائج العمليه لهذه الحمله تتكشف ليس تفاؤلا بل احباطا لهؤلاء المساكين ...الذين صدقوا وعود الحكومه ...بعد ان سدت في وجوههم كل ابواب الفرج ....
ما حصل يا معالي الوزير ...نموذج واقعي للمثل القائل (كلام الليل يمحوه النهار )....واليكم التفاصيل ....
تلقى احد الباحثين عن العمل (وهو بالمناسبه يحمل الشهاده الجامعيه من احدى الجامعات الرسميه ) اتصالا هاتفيا من احد الفنادق المشهوره (خمس نجوم ) والكائن في البحر الميت يبلغه بضرورة التواجد في الفندق صباح اليوم التالي وسيؤمن له الفندق وسيله المواصلات ذهابا وايابا ....
وصل المواطن الى الفندق صباحا وطلب منه الانتظار لحين المقابله ...وكانت امدة الانتظار حوالي الاربع ساعات .....فقط...
استدعي للمقابله ....وتم ابلاغه بما يلي ...
الوظيفه الشاغره ....في (المطبخ الخاص بالفندق )....أي مساعد طباخ....
الراتب المخصص لهذه (الوظيفه ) .....مائة وخمسون دينارا شهريا ......
تم ابلاغ المتقدم ...بأن هذه الوظيفه لا تناسبه ومن الافضل له البحث عن وظيفه أخري في مكان اخر ....أي بمعنى اخر ...تطفيشه على السريع ...حتى لو قبل بهذة الفرصه ...

عاد المسكين يجر اذيال الخيبه....وهو يتذكر المهرجان الذي عملت له الحكومه (طنه ورنه )....وفي جعبته العديد من الاسئله ...
الم تكن اوراقه وشهاداته موجوده لدي المسؤول عن التوظيف في ذلك الفندق ؟؟؟
الا يعلم ذلك المسؤول ان هنالك حدا ادني للاجور لا يقل عن مائة وتسعين دينارا شهريا ليعرض عليه راتبا يقل بأربعين دينارا عن هذا الحد ؟؟؟
الم يراعي ذلك المسؤول شعور والد ووالدة ذلك الخريج الجامعي الذي ضحى بأربع سنوات من عمره وكلف أهله الالاف...ليعرض عليه وظيفة مساعد طاهي؟؟؟؟
وأخير مادام ان ذلك المسؤول يعرف ان الوظيفه لا تناسب طالبها ا فلماذا تم استدعاؤه أصلا ..؟؟؟
ما حصل يا معالي الوزير هو (حمله وطنيه )لا للتشغيل بل حمله وطنيه (للضحك) على الحكومه اولا ...لتسهيل تثبيت او استقدام العماله الوافده ... وللضحك على هؤلاء المساكين من العاطلين عن العمل ومرمطتهم واذلالهم ....
يامعالي الوزير ان كنت تدري فتلك مصيبة ..وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم ....وانا أجزم بأن هذا الذي حصل ...تكرر مع الالاف من شبابنا وشاباتنا....الذين تحرقهم نار البطالة والفقر ....ونكتفي نحن بالترويج الاعلامي فقط لا غير.....