معاناة يومية في البوليتكنك

معاناة يومية في البوليتكنك
بقلم : أحمد نضال عوّاد .
في كليّة الهندسة التكنولوجية ( البوليتكنك ) إحدى الكليات التّابعة لجامعة البلقاء التّطبيقية والتي تعدّ من الكليّات الرّائدة في تدريس مختلف التّخصصات الهندسية يقف طلابها أمام تحديات كثيرة سنتطرق في حديثنا الحالي إلى أحدها ، فلعلّ الكيل طفح في الإنتظار ، والمعاناة تزداد لطلابها مع مرور الأيّام ، والمناشدات تسمع ولا يلقى لها بال ، ولعلّنا يتوّجب علينا الحديث لعلّ الرّسالة تصل إلى من يستطيع وضع الحلول ، فالمسؤولية مشتركة لكلّ من يقوى على وضع اللبنة في البناء ، وكفى انتظارا واستهتار ، فالعقول ينبغي لها التّفكير ، والجسد لا بدّ له من أن يقوى على البناء والتّطوير ، فالعالم يتقدم وبعضنا يستمر بالتّراجع ، فالتّميز ليس في الإختلاف فقط وإنّما التّميز عندما تكون مختلفا وتملك ما يمكله الآخرين وتعمل على الإستحسان والإستحداث دون الجمود الذي قد يطول ويقود إلى الهاوية في منحدر سحيق مليء بالمشكلات والمعضلات .
تكمن المشكلة في عدم توافر مواقف لسيارات الطلبة التي تجبرهم على مخالفة القانون وبالتالي تقودهم إلى مخالفة في الإصطفاف لا ذنب لهم فيها سوى أنّهم يريدون الذّهاب للتعلم فيأتي رقيب السير الذي يطبّق النّظام ويضع الورقة الزّرقاء على زجاج السّيارات .
في الماضي كانت هناك قطعة من الأرض بجانب هذه الكليّة التي يلتصق باسمها التكنولوجية ، والتي خرّجت الآلاف من المهندسين الذي عملوا على التّطوير والبناء وإعادة التأهيل ، ولكن منذ فترة ليست بالقليلة قام ملّاك الأرض بإغلاقها فاتضّح أنّها ملك للأشخاص وليست ممّا تملكه الجامعة ، فزادت المعاناة معاناة .
يبدو لي أنّ على الجميع تحمّل مسؤولياته ، والقيام بمهامه وواجباته ، ولذلك فالمشكلة قائمة ، ولكن القويم يبحث عن حلّ يتوافق عليه الجميع ويتناسب مع مختلف الجهات والأطراف ، فلا ينغلق على ذاته ويتمنى الخير لنفسه ويتناسى ما يريده الآخرين .
طرحي للمشكلة لا يعني الإنتقاد والسّكوت ، ولكن طرحتها لأنّها قائمة وعلينا التعاون لإيجاد الحلول ، ومن خلال ما أرى فإني أقدّم اقتراحات علّها تصل إلى من يقوى على تنفيذ الحلول .
فهناك وعند البوابة الخلفية للكلية ( دايو ) أراضي فارغة وغير مستغلة ، فليس من العيب أن يتم استغلالها وفق الأطر والقواعد القانونية بما يخدم الصّالح العام كون الكلية تتبع إلى جامعة حكومية ، وكون المشكلة لا بدّ أن تحلّ إلّا إذا أردنا تفاقم المشكلات وزيادة المشقة ، والمبالغة في العناء .
وقد يكون من الأسهل تخصيص قطعة الأرض التي داخل أسوار الجامعة والتي يفترض بأنّها ملعب من الرّمال والحصى لاصطفاف السّيارات ، وعندها نكون قد ساهمنا في حلّ لمشكلة من مشكلات عديدة قد تواجه الطالب أثناء قدومه لتلقي العلم ، بما ينعكس إيجابا على ما أتى من أجله ، وبالتّالي علم يزداد ، وفائدة تعمّ ، ومعرفة تغدو في تطوّر ونماء .
هذه المشكلة أمامكم ، ونحن نريد أن نرى بعد ذلك الحلول ، ودمتم في تقديم العطاء والخير موجودين ، وللوطن محافظين ، ولتطوره وازدهاره ساعين وماضين .