وزير المالية العراقي ينضم للمتظاهرين ويعلن استقالته

 اخبار البلد- "العراقية " تدرس الانسحاب من الحكومة والإبقاء على نوابها في البرلمان

دخلت الازمة السياسية التي يعيشها العراق على وقع التظاهرات المناهضة لحكومة المالكي منعطفا لافتا باستقالة القيادي بالقائمة العراقية وزير المالية رافع العيساوي من الحكومة واحتمالات ان يحذو حذوه وزراء " العراقية" بتقديم استقالاتهم من الحكومة احتجاجا على رفض رئيس الوزراء تنفيذ مطالب المتظاهرين.
العيساوي الذي فجر التظاهرات في المدن السنية بعد اقتحام قوات حكومية مكتبه ومنزله قبل اكثر من شهرين اختار ساحة الاعتصام في الرمادي ليعلن استقالته التي قوبلت بتأييد المتظاهرين .
ورغم ان مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي رفض استقالة العيساوي مشترطا قبولها بانتهاء ما اسماه بالتحقيق في "مخالفاته القانونية والمالية" الا ان العيساوي تحدى المالكي ورفض الاستمرار في حكومة طائفية وان يكون جزءا من حكومة لا تستجيب لمطالب الشعب وتغيّب الشركاء وتصادر حقوقهم .
ويرى مراقبون ان العيساوي وضع قيادة ائتلاف العراقية امام الامر الواقع في خطوته التي قال انها وضعت حدا للتردد في مواجهة المالكي .
وعلمت "العرب اليوم" ان قيادة العراقية عقدت اجتماعا طارئا لمناقشة تداعيات استقالة العيساوي والخطوات المناسبة لا سيما وان الاستقالة لاقت ترحيبا شعبيا وعشائريا من مرجعيات دينية سنية .
وقرر وزراء القائمة العراقية مقاطعة جلسات مجلس الوزراء احتجاجاً على سياسة "الإقصاء والتهميش والتجاهل" لمطالب الشارع، فيما أكدوا استمرارهم بتسيير أعمال وزاراتهم اليومية بغية عدم التأثير سلباً على الخدمات، كما أعلنت العراقية في 26 كانون الثاني 2013 أنها قررت مقاطعة جلسات مجلس النواب باستثناء جلسة سحب الثقة من الحكومة .
وتوقع رئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة، أن تكون استقالة العيساوي من منصبه مقدمة لاستقالات وزراء آخرين داخل مدنهم التي تشهد تظاهرات واعتصامات، مبيناً انه لن يشارك في حكومة "طائفية".
وقال أبو ريشة في تصريح صحفي "إن استقالة وزير المالية رافع العيساوي جاءت بعد تداول الأمر مع زعماء محافظة الانبار، وستكون هناك استقالات اخرى .
من جانبه أكد رئيس كتلة العراقية البرلمانية سلمان الجميلي، أن رئيس الحكومة نوري المالكي اعتاد على "فبركة الملفات وخلق الأزمات" في مواجهة شركائه السياسيين، مشيراً إلى أن وزير المالية رافع العيساوي مستعد لمواجهة اي اتهام يوجه له.
وأشار الجميلي إلى أن "المالكي يملك التأثير على السلطة القضائية والتنفيذية المتمثلة بالأجهزة الامنية الفاسدة التي يعتمد عليها، وهو يستطيع أن يختار أية تهمة ليلصقها بأي صوت يناوئه"، معتبراً أن "اتهام العيساوي بملفات فساد هي لصرف الأنظار عن مواجهة الحقائق وتشويه صورته لوقوفه في صف المتظاهرين".
من جهته، اعتبر النائب عن القائمة العراقية أحمد المساري إن "رفض المالكي استقالة العيساوي شأنه الخاص وإذا كان لدى المالكي شيء يريد أن يعلنه فليعلنه"، مؤكداً أن وزراء آخرين من القائمة العراقية سيقدمون استقالاتهم قريبا.