الموقف الأمريكي من الصراع السوري

 

 
ليس غريباً علينا موقف روسيا ، فهي الحليف التقليدي للنظام السوري باعتباره منطقة نفوذ وسوق كل تسليحه من روسيا ،كما أن روسيا بوتين قد استطاعت خطف الأنظار على المسرح الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفرد أمريكا بالعالم ، فروسيا بوتين غير روسيا يلتسين وغورباتشوف ، هذا شيء مفهوم في السياسة الدولية ولعبة الأمم ويمكن لكل محلل أن يذهب حيث يشاء لكن ما نريد أن نتفق عليه أن العلاقات الدولية خاصة من قبل كل الدول الاستعمارية لا تقوم إلا على المصالح ولا علاقة لها بالأخلاق ولا التعاطف ولا ما يدعونه من حقوق الإنسان لأنهم هم الذين قتلوا الملايين من شعوب العالم سواء في اليابان أو فيتنام أو الجزائر أو العراق أو ليبيا أو فلسطين أو أفغانستان وغيرها ، وسواء تم ذلك القتل على أيدي الإنجليز أو الفرنسيين أو الروس أو الأمريكان أو الطليان أو غيرهم .
ما يعنينا هو شأن أمتنا ، ولأننا نتحدث عن الشأن السوري فإننا نتساءل لم هجمت أمريكا على العراق ولم تنتظر القرارات الدولية ؟؟!! ولم اقتحمت روسيا أفغانستان وقتلت مليون نفس بشرية هناك ؟؟!!ولم أسرعت فرنسا وبقوة نحو ليبيا ؟؟!! بينما يقف الشعب السوري وحيداً تحت آلة عسكرية فتاكة لا تبقي ولا تذر وكان من المفروض أن نرى هذه الأسلحة في ميدان الشرف لاستعادة الجولان المحتل ؟؟!! تقول مصادر مطلعة إن الغرب غير مطمئن لمرحلة ما بعد الأسد فهل كان مطمئناً لمرحلة ما بعد زين العابدين وحسني مبارك والقذافي وعلي عبدالله صالح ؟! وهل خلت تلك البلاد من بعبع القاعدة الذي تتذرع به الدول الغربية في سورية ؟! لقد تحركوا في العراق ولم يأبهوا للقاعدة او للتمدد الإيراني فهل القاعدة في سورية ذات شأن مخيف إلى هذا الحد ؟! الكل يعرف أن الشعب السوري لا يميل في تدينه لفكر القاعدة ام هي المعايير المزدوجة التي تحتاج إلى تفسير أكثر منطقية كي نقول " عندهم حق " الحقيقة أن الإيعاز الصهيوني لم يصدر بعد بالتدخل حيث يتم حساب الأرباح والخسائر على حساب الشعب السوري المنكوب . لست من دعاة التدخل الأجنبي ، ولكن ماذا يمكن أن نسمي البوارج الروسية ؟ ماذا نقول عن القوات الإيرانية التي تم أسرها وجرت مبادلتها بمعتقلين لدى النظام السوري ؟ ماذا نقول عن القتال الممنهج الذي يمارسه حزب الله اللبناني (الإيراني) في الأرض السورية ؟ وهل انكر حسن نصرالله ذلك ؟ ولماذا كانت صرخة الأمين العام السابق لحزب الله بأن من يموت من مقاتلي الحزب في سورية فهو إلى جهنم !!!!! نعم لا نريد التدخل الأجنبي ولكن من كل الأطراف أما أن يغض الطرف عن تدخل ويسمى دعم الأصدقاء فإذا جاء آخرون نقول أنها قوى استعمارية؟؟!! ما نطالب به أن لا تبقى آلة الحرب التدميرية نمارس القتل الجماعي للشعب السوري ويمكن تحقيق ذلك بحظر جوي عبر مجلس الأمن ، وندعو إلى الحوار ولكن مع من لم يقتل الشعب لأن الحوار مع القتلة لا يمكن أن يثمر حتى لو رضي به بعضهم ، فلحساب من سيتم تسجيل آلاف الضحايا وهل يمكن أن تطوى المسألة بهذه السهولة؟؟