العموش وغضب دفين من «الجماعة»
حمل مقال الوزير السابق والقيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور بسام العموش في الزميلة «العرب اليوم» أمس، ونشرته عدة مواقع إلكترونية نصائح مباشرة لقيادة «أخوان الأردن»، غلفت بهجوم مبطن أطلقه العموش الذي ينتمي إلى حزب آخر .
وكانت مرامي المقال واضحة لكني لم أفهم، ما هي المشكلة في أن تكون أغلب قيادات حزب جبهة العمل الإسلامي من «الإخوان»، أو أن يتحول الحزب إلى ذراع سياسي ل»الجماعة»، وكما نعلم فإن العموش نفسه كان في «الإخوان» عندما تقرر تأسيس «جبهة العمل الإسلامي»، وكان من الذين أقروا شروط العضوية التي حددتها «الجماعة» لأعضائها، وللتاريخ، كما يذكر العموش، فقد وضع مجلس شورى الجماعة بضعة عشر شرطاً قبل اتخاذ قرار إنشاء الحزب، بما فيها أن يكون الأمين العام من «الإخوان» وأن تكون غالبية أعضاء الشورى من «الإخوان».
وأتفق مع بعض ما جاء في كلام العموش من ناحية إطلاق يد الحزب بعيدا عن « الجماعة»، وان يكون الحزب مستقلا بشكل كامل عن « الجماعة» في حال كان هناك تداخل تنظيمي وبرنامجي بين « الحزب» و»الجماعة».
وفهمت من كلام العموش أن»الجماعة» في الأردن تعيش حالة ضياع، خصوصا بعد مقاطعة الانتخابات، مستشهدا بترك عدد من الشخصيات ل»الجماعة» خصوصا موضوع زمزم، الذي اعتبره مؤشرا على عدم اقتناع أصحاب «زمزم» بقيادتهم «المفروض أنها هي التي تنتج المبادرات، لا أن تضع نفسها في الحفر السياسية ثم تـــبدأ تبحث عن مخرج للورطة التـــــي أوقعت فيها الجماعة»، وفقا لتعبيره.
ووفقا لمتابعتي وقراءتي المستمرة؛ فقد دخل وخرج من «الجماعة» في الستين سنة الماضية (لأسباب مختلفة) مئات الشخصيات، ولم تقتصر عمليات الخروج على الفترة الأخيرة، والعموش نفسه ترك الجماعة قبل حكاية الربيع العربي بوقت طويل، وبخصوص «زمزم» فكما فهمت من تصريحات الأستاذ أرحيل غرايبة فإن « زمزم» لا علاقة لها ب»الإخوان»، وليست موجهة لهم وإنما هي مبادرة مفتوحة أمام الجميع.
والواقع أن النصيحة التي أراد العموش تقديمها لقيادة «الجماعة» تتلخص في آخر فقرة من المقال وهي الاستقالة، مستنكرا على إخوان الأردن «البحبوحة في الأردن وعلى مدى ستين سنة» والتي استفاد منها هو أيضا، معتبرا أن عمل»الإخوان» حاليا ينحصر في «مسيرة روتينية لا تسمن ولا تغني من جوع، بينما يذهب الآخرون بالإبل وما تحمل تاركين لنا الشتم والسباب».
الحل كما يراه العموش أن» تتحمل قيادة الإخوان الشجاعة وتقدم استقالتها، لعل الإخوان يرغبون بآخرين بعيداً عن الدسائس والخنادق، همهم وطني عربي إسلامي، والقيادة الجديدة التي أفترض قيامها مدعوة للإعلان عن وجود الأخطاء والبدء بصفحة جديدة، من ضمنها لمّ شمل الإخوان بمن فيهم من فرطت بهم الجماعة من رموزها».
ختام كلام العموش كان غاضبا بشكل صريح وبدا وكأن انسحابه من» الإخوان» ما زال غصة في الحلق، وغضبا موجها للأشخاص وليس» للجماعة».