(فرج الله) يغلق ابوابه ....


الثابت الوحيد في ثقافتنا العربيه هو انتظار (فرج الله ).....فهو لا يغيب عن تفكيرنا صباحا ومساءا وحتى في احلامنا ....و لا نمل من مناجاته وانتظارقدومه خاصة في الظروف الصعبه كالتي نمر بها منذ عشرات السنين .....
(فرج الله ) عندنا له اكثر من كيان او جنسيه أو مواصفات .....
لدينا (فرج الله ) الحكومي ....بلباسه الرسمي ....والذي يطل علينا بين فترة وأخرى ...لا ليفتح ابوابه ...بل ليغلق ما هو مفتوح منها .....ضاربا بعرض الحائط صلواتنا وتوسلاتنا .....لا بل تجده يتفنن بايذائنا ومضايقتنا ..... وبشكل مستفز يفتقر الى ابسط المشاعر الانسانيه .....
(فرج الله ) الحكومي يعرف اننا نعاني من ارتفاع الاسعار الجنوني الذي طال كل شئ حتى (كرتونة البيض ) غذاء الفقراء الرئيسي.... ومع ذلك يتمادى في غيه ولا يتردد ابدا في ممارسة المزيد من اجراءات الرفع .....
(فرج الله ) الحكومي يعرف حجم البطاله لدينا ...ويعرف جيدا معاناة الاف الخريجين وذويهم....وهم (يتمرمطون ) في مراجعة المؤسسه الفلانيه أو المسؤول العلاني باحثين عن فرصة عمل مهما كانت متواضعه ..... ومع ذلك يصدر (فرج الله ) اوامره بوقف التعيينات بكافة اشكالها في مؤسساته الحكوميه ... ..واخرها مديرية الدفاع المدني ومن قبلها قوات الدرك وكذلك الوزارات والدوائر الحكوميه .......
(فرج الله ) يعرف جيدا ما يعانيه القطاع الخاص من مشاكل وصعوبات وتراجع في فرص العمل المتاحه لا بل وتطفيش المئات من مستخدميه ....ومع ذلك يخرج علينا ببرامج ومؤتمرات قوامها شركات القطاع الخاص نفسها بحجة تشغيل العاطلين عن العمل الذين توافدوا بالالاف ....وعاد معظمهم بخفي حنين ......
(فرج الله ) الحكومي يعرف جيدا حجم المعاناه التي يواجهها الشباب الباحث عن الاستقرار ....والذي يحلم بسكن كريم متواضع يلبي ابسط مقومات بناء اسره جديده ومع ذلك اشغلنا بمشاريعه الاسكانيه الرياديه ...التي تطايرت مع اول هبة فساد...اجتاحت المؤسسات المعنيه بتنفيذ هذه المشاريع .....ولم نعد نسمع بها ....
(فرج الله ) الاردني نقل عدواه الى كيانات اخرى من (فرج الله ) القادمه من خارج الحدود ...... فحذا حذوه (فرج الله ) الخليجي ....و(فرج الله ) الامريكي ....و (فرج الله ) الاوروبي.... و(فرج الله ) الصيني ...والياباني ....وأصبحت جميع هذه الكيانات تمارس كل انواع القهر والاذلال ....ضدنا ....لأسباب بعضها معروف وبعضها الاخر ما زال مجهولا ....
يا (فرج الله ) مهما كانت جنسيتك ....سنحافظ على ثقافتنا .....وسنبقى على أمل تشريفك لنا .....وسوف نستمر بمناجاتك والتغزل بك ....لعلك تستجيب...يوما ما ..