"سيخ كَباب" في مآدب التعيين والانتخاب

 

 
في التقاليد الأردنية أن التعيين (أي تعيين) أعلى مرتبة من الانتخاب (أي انتخاب)، فالأول شهادة مِن فوق، تأتي رغماً عمّن هم تحت، وذلك بعكس الانتخاب الذي هو شهادة مِن تحت، لا تكتمل هيبتها إلا إذا ألحقت برضى يأتي من فوق.
التعيين يأتيك إلى حيث أنت، "خَص نَص"، شاملاً كامل لذة المفاجأة. أما الانتخاب فأنت مضطر لأن تذهب إليه بنفسك، بل إنك لن تتمكن من وصوله والتيقن من حيازته، إلا بعد تعرضك لدلال الناخبين كي لا نقول ثقل ظلهم، وهو ما يستهلك الكثير من لذة المفاجأة التي ستصلك منقوصة.
صحيح أنه في التعيين، قد تجد نفسك، في لحظات معينة، قلقاً متوتراً مبتئساً، لا سيما في وقت الانتظار قبل أن يبلغك القرار، ولكنك تستطيع أن تكبت كل ذلك في داخلك و تحشره بين دفتي أضلاعك، بحيث لا تظهر آثاره أمام مَن هم حولك.
أما في الانتخاب فلا مجال لإخفاء أي مِن مشاعرك؛ إذ عليك أن تطلب الودّ بلسانكَ، ونظرات عيونكَ، وابتسامات شفتيكَ، واحمرار وجنتيكَ، و ارتعاشة صدغيكَ، وحنان كفتي يديكَ، ودفء حضنكَ، وعرق جبينكَ، وطول مدة عناقكَ، والهمْهَمات المرافقة لقبلاتِكَ، وعليك أن تظهر عُمقَ اشتياقك، وألمَ فراقِك، ولذةَ لقائِك، لمن لا تشتاق إليه، وتتمنى فراقَه، وتسْودّ دنياك عند لقائه.
أما ألذ اللذات وأمتع المتع، فتكون عندما يأتيك التعيين بعد الانتخاب، فتأخذ من محاسن هذا وتضيفها إلى محاسن هذا، وبعدها لن يستطيع أحد أن يسألك لك: ما هذا؟