هل سيقوم الأردن بوساطة مع السوريين؟!
وفقا لتصريحات انمار الحمود الناطق الاعلامي بشأن مخيمات اللاجئين السوريين في الاردن، فان احد عشر الف سوري دخلوا الاردن خلال اسبوع هرباً من المواجهات الدائرة، وان النية تتجه لافتتاح مخيم رابع قرب الزرقاء.
هذا يعني انه سيصبح لدينا اربعة مخيمات للاجئين السوريين، الزعتري، المريجيب، مخيم العسكريين المنشقين، ومخيم الزرقاء، واعداد اللاجئين السوريين وصلت الى ثلاثمائة وخمسين الف سوري وفقا لتصريحات الحمود يتوزعون على مختلف المناطق.
تداعيات الازمة السورية تزداد بشدة على الاردن، من الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والامنية، والتوقعات تتحدث عن رقم يصل الى مليون سوري سيصلون الاردن، واذا بقي العدد بهذه الوتيرة فقد نصل الى المليون بحلول الصيف.
السوريون بات وجودهم ملموسا في كل مكان، من احلال العمالة السورية مكان العمالة المصرية والاردنية، مرورا بتأثيرهم على مستويات الحياة، كما يجري مثلا في مدينة المفرق التي شهدت انقلابا اجتماعيا بمعنى الكلمة حين اصبح اللاجئون السوريون اكثر من عدد سكان المدينة الاصلية.
في المقابل، فان سياسات الدمج تلقى قبولا في حالات وتلقى رفضا في حالات، لان الدمج الاجتماعي يؤدي الى نتائج كثيرة، ايجابية وسلبية، وابرز الايجابيات ان يعيش السوريون بكرامة مع الناس بدلا من العزل، فيما ابرز السلبيات حدوث اختلالات اجتماعية جراء اشتباك مجتمع جديد مع المجتمع الاساسي.
المعلومات تقول ان الاردن يتخوف من موجات كبيرة من اللاجئين، خلال الفترة المقبلة، وهذه الموجات تم الالماح اليها دوليا من جانب دول كبرى قالت للاردن ان عليه ان يستعد للجوء سوري طويل الامد ايضا، سواء بقي نظام الاسد، ام سقط، في ظل التقييمات التي تقول ان كل الوضع في سورية غير مؤهل للاستقرار سريعا.
لا احد يضغط على عصب الجريح والهارب بدمه وعرضه، فهذه ليست مرجلة، غير ان السؤال يتعلق بالذي سيفعله الاردن لمواجهة تداعيات الازمة السورية على مستويات مختلفة.
كل هذا يفسر رغبة الاردن المستجدة والجارفة بايجاد حل للازمة السورية، لان الاردن من زوايا اللجوء، وسيطرة الحركات المتطرفة، وغير ذلك بات يرى ان الحل السياسي جزء من امنه الوطني.
المؤكد هنا ان الاردن بات يبذل جهدا كبيرا غير معلن خلال الفترة الماضية لايجاد حل للازمة السورية، وليس غريبا ان نسمع عن تصور اردني تفصيلي او مبادرة، او حتى عن استعداد اردني لاي دور من اجل حل سياسي للازمة السورية.
الذي استجد على موقف الاردن يتعلق بكونه بات يشعر بمخاطر الازمة السورية بشكل اكثر عمقا من الفترة الماضية، والاردن يمتلك الحد الادنى من العلاقات مع النظام السوري والمعارضة ايضا، لوضع حجر الاساس، لحل سياسي، والاردن ايضا لم يتورط ضد النظام، ولم يتبنَّ لوجستيا اي فصيل معارض، وهذه يمنحه افضلية جمع الاطراف.
ارتفاع اعداد اللاجئين السوريين الى الاردن، لم يعد قضية انسانية فقط، بل تتم قراءة المشهد سياسيا، لان اعداد القادمين باتت تقنع الاردن اكثر مما مضى، ان البركان السوري بات يقذف حممه بشكل حارق على دول الجوار.
لن يكون غريبا ابدا ان نرى مسؤولا سورياً في عمان، او ان نسمع عن مسؤول اردني في زيارة مباغتة لدمشق، وكل ما يحتاجه الاردن تغطية اقليمية ودولية لاي خطوة في هذا الاتجاه.
الاردن معني جدا باطفاء البركان السوري.