عندما تستبدل رجالات الأردن برجالات كرتونية .. ويعمل النظام على إضعاف الشخصيات الوطنية .. (فالمرحلة القادمة المؤامرة على الوطن) !

علي الحراسيس
لم تكن مصادفة ولا علاقة لها بتوجهات الشعب الأردني ان تفشل قوى وشخصيات وطنية اردنية في الوصول الى مجلس النواب ،وليس مصادفة أن يعتلي " دجاجات " ضعيفة يراهن عليها النظام صهوة المشهد السياسي الأردني ويفوزوا باصوات اهلت البعض للحصول على ثلاثة مقاعد او مقعدين بالرغم من معرفة الناس بتاريخ وموقف واتجاهات هؤلاء البشر ،وليس من قبيل الصدفة أن يعلن بعض أبناء الوطن من مختلف المحافظات تاييدهم لمطالب ما يسمى بأصحاب الحقوق المنقوصة وتوزيع المقاعد حسب الكثافة السكانية وتجنيس ابناء الاردنيات ، فحصلوا على الآف الأصوات التي اوصلتهم للقبة على حساب شعبهم ووطنهم ،وليس مصادفة أن تتحرك الأجهزة الأمنية لاعادة استخدام الحل الأمني في مواجهة المسيرات والتعد عليها كما حصل في مسيرة اربد بعد هدوء استمر لأكثر من عام ، وليس مصادفة كذلك أن تعيد محكمة أمن الدولة استدعاء احرار الطفيلة وحي الطفايلة وبعض الذين خرجوا منذ شهور الى المحكمة من جديد على نفس التهم التي الغيت بقرار رئاسي قبل أقل من عام ! 
ان الاجراءات الأمنية التي تجري الأن ، واستبدال رجالات الأردن برجالات أخرى كرتونية ضعيفة متهالكة يقوم باعدادها لهدف سياسي وديموغرافي خطير باعتبار انها تتساوق مع توجهات النظام في المرحلة القادمة ، جعلته يمنحها الدعم اللوجستي واوصلها الى قبة البرلمان بعملية تزوير واضحة واتاح لها استخدام المال السياسي مسألة تستدعي الوقوف امامها وتحليلها بعناية .. 
لماذا فعل النظام ما فعله هنا ! وما الهدف من ابعاد وإضعاف الشخصيات الوطنية الأردنية التي مورس بحقها التزوير والتهميش بعد أن منحوا هذه الأنتخابات شرعية وطنية حينما شاركوا بها وخسروا مقاعد برلمانية بسبب التدخل والتوجيه الذي مارسه النظام والمقربون في القصر وجهات خارجية غير مقيمة اصلا في الوطن بحق ابناء الوطن الذين دافعوا ولازالوا يدافعون عن هويته وكرامة شعبه ! 
لم يكن استبعادهم واضعاف البعض منهم جاء مصادفه ، بل ومورست بحقهم سياسة التهميش ، حاربوها وأضعفوها وحالوا دون وصولها الى المجلس ، فبرزت شخصيات " كرتونية " لا قاعدة لها ولا تاريخ أبيض لتحل محل تلك الشخصيات الوطنية التي تعشق تراب الوطن وهوائه . 
قد تكون تلك العملية جزءا من طمس هويتنا الوطنية ، وقد تكون مقدمة التحضير لوطن بديل لازلنا نخشى منه ، وقد تكون سياسة اعادة التحالفات من جديد بما يخدم الهدف . 
لاتستغربوا إن يتولى اولئك الثعالب قيادة مؤسساتنا الوطنية لتسهيل تنفيذ البرنامج ، وان يصلوا الى مؤسساتنا العسكرية وألامنية لتكتمل اللعبة ... 
السؤال : أين هم رجال الدولة النشامى ! ولماذا صمتوا على تلك اللعبة ! 
فهل خلت بلادنا ما بين ليلة وضحاها من رجال غيورين يدافعون عن هويتهم وتراب وطنهم ! واين اختفوا ! وماهي المكافآت التي نالوها لقا صمتهم !! 
إن كانوا قد صمتوا على فساد اقتصادي وسياسي واجتماعي خرب البلاد وزاد من أعباء العباد ، فان اللعب بالهوية ألاردنية ومكاسب ابناء الوطن والتلاعب بها ، يقتضي موقفا رجوليا وليس الصمت أو العودة الخجلة عن قرار الأستقالة ،لأن الجاهة التي قد وصلت باب بيته واعادته الى المجلس تعلم جيدا أن بقائه خارج اللعبة يشكل تحديا وخطرا على برامجها ،ولذلك تحركت ونجحت باسترداده ليكونن على الاقل شاهدا على تنفيذ البرنامج كما هي حال من يجبر على مشاهدة اغتصاب أهله أمام عينه كما يجري في بعض الدول !!لكن الاغتصاب هنا مختلف ، فهو يستهدف الهوية والكرامة ...