«شو أخبار الإستثمار !»
هذا السؤال مطروح في كل جلسة وإجتماع خاص وعام , والإجابة غالبا ما تكون سلبية .
ليس المقصود بالإستثمار هنا هو ما يتعلق بالقطاع الخاص , فثمة إستثمار حكومي مطلوب في المشاريع الكبرى معطل وثمة قرارات مهمة تتعلق بهذه المشاريع معطلة أيضا .
سبق وان طرحت عبر هذه الزاوية تساؤلات عن حلول يفترض أن تكون وضعت لمشاكل تعيق سير العمل في مشاريع كبرى مثل موارد , ومشروع توسعة المصفاة ومشاريع أخرى لا تقل أهمية في الطاقة والمياه والميناء ولولا الإعلان المسبق عن قرب إفتتاح المبنى الجديد للمطار لضممناه الى القائمة بالرغم من أن الإفتتاح سيكون جزئيا كما علم .
لا يعيق التمويل سير العمل في أي من المشاريع المذكورة , فهو ليس صعبا إن توفر مشروع يتمتع بجدوى إقتصادية , وقبل ذلك تسهيلات قانونية وتشريعية وقبل كل شيء إتخاذ القرار ونفض التردد .
قد ينجح الأردن في الحصول على مساعدات ومنح تخفف من عجز الموازنة وتحد من الخطى المتسارعة للإقتراض , لكن الحل يكمن في الإستثمار وليس غيره .
الأمثلة التي يمكن إستحضارها كثيرة لدول تماثلنا في أوضاعها الإقتصادية وفي شح مواردها تغلبت على تحدياتها عن طريق الإستثمارات الخارجية وتجاربها موجودة , لمن يرغب في الإطلاع وأخذ العبر .
تشجيع الإستثمار كحاجة أساسية بالنسبة للأردن يتطلب جهودا مضاعفة لإستقطابه كما يتطلب مرونة وشفافية كافية لإشاعة الثقة أكثر من مجرد تسهيلات تتغير بين فترة وأخرى , كما يتطلب الوقف الفوري للهجوم غير المسؤول على إستثمارات قائمة , دون هدف الا إشاعة الفوضى حول قصص النجاح التي أخذت وقتا وجهدا كبيرين لإنجازها .
لا يمكن أن يقاد القطاع الخاص المحلي والعربي والدولي الى الإستثمار بالسلاسل , بل بالقوانين الواضحة وبالثقة والإيمان بأنه جزء مهم في المجتمع , وضرورة إقتصادية وإجتماعية والمطلوب من القطاع العام أن يقوم بدوره في توفير العناصر سابقة الذكر .
هي معادلة واضحة , بالنسبة لبلد يعجز القطاع العام فيه عن توفير فرص عمل لـ 60 ألف طالب وظيفة سنويا والقرار الإستراتيجي المنتظر هو حسم التمسك بخيار جذب الاستثمار كحل لكثير من المشاكل الإقتصادية بدلا من دفع الحكومة الى تورط مكلف في الإقتصاد .
هذا الموضوع ومعيقات الإستثمار سيكون على مائدة حوار في مؤتمر يحضر لعقده المجلس الإقتصادي والإجتماعي , وهو مؤتمر مهم إن توفر له التحضير الجيد , وقبلها الصراحة والمكاشفة في الأسباب الحقيقية التي تعيق الإستثمار , فقد إعتدنا أن تخلص مثل هذه المؤتمرات التي تغرق في التنظير الى توصيات لا تنفذ , حتى أنها لا تقرأ الا ممن وضعوها .
المؤتمر يجب أن يكون منبرا للإستماع الى مشاكل المستثمرين منهم فهم أصحاب المشاكل وهم أصحاب المال الذي نخطب وده .