للنواب : قدموا أنفسكم للرأي العام
بعض النواب السابقين الذين دخلوا المجلس الجديد ، وليس كلهم ، من هو معروف على مستوى الوطن . اما النواب الجدد وهم أكثرية في المجلس معروفون في دوائرهم التي انتخبوا منها لكنهم غير معروفين عند مجموع الاردنيين . فلماذا لا يقدمون انفسهم للشعب حتى يتعرف الرأي العام على أشخاصهم وأفكارهم ومواقفهم؟ .
حتى الان لم ير الأردنيون اي إنجاز نيابي ، كل ما حدث ويحدث انتخابات وتوزيع مناصب ولجان . والواقع ان لا احد ينتظر منهم إنجازات سريعة فطبيعة العمل النيابي لا تسمح بذلك ، لأن اي مشروع قانون او تعديل على قانون يحتاج الى عمل لجان ومشاورات قبل ان يصبح قانونا وكل هذا يأخذ وقتا ، لكن هناك وقت كاف للنواب وكتلهم لكي يبلوروا مواقف وبرامج وسياسات وان يقوموا باعلانها للراي العام قبل ان تأتي حكومة جديدة وقبل ان تطرح الثقة بها .
حتى اليوم نرى تكرارا للعادات النيابية السابقة ، حركة كثيرة تحت القبة ومداخلات ومجادلات ومذكرات وتشكيل كتل يلاحقها انسحابات ، واذا اردت ان تلخص ما يجري بعد كل جلسة ( كصحفي او مراقب ) فانك لا تجد عنوانا محددا ونتيجة تقف عندها . فلماذا لا يستبدل كل هذا باستغلال الوقت ، مثل ان تقوم الكتل كل على حدة بالدعوة لمؤتمرات صحفية يقدم فيها أعضاؤها من النواب الى الرأي العام ، ثم توضح للناس الخطوط العامة لسياسة الكتلة ، على الأقل في الدورة الحالية ، مثل الموقف من اي حكومة مقبلة وشروط منح الثقة او حجبها، وما ستطالب به الكتلة من تنفيذ مشاريع قوانين او تعديلات على المالكين والمستأجرين وقانون الانتخاب ( على سبيل المثال ) و ما تعتزم العمل عليه في ميدان ملفات الفساد والإصلاح .
يمتلك المجلس الحالي الفرصة لبداية جديدة في العمل النيابي ، المناخ الشعبي الذي يتطلع للتغيير يساعده على ذلك وحديث الدولة عن نهج نيابي جديد ومهمات مستحدثة مثل المشاورات لاختيار رئيس الوزراء يفتح الباب امام النواب للقيام بمبادرات على آلية عمل الكتل ، واجتراح اداء نيابي جديد مختلف ومغاير يصب في خدمة تحويل استقلال السلطة التشريعية ( الذي رسخته التعديلات الدستورية ) الى وقائع وحقائق فاعلة وقوية على المسرح السياسي .
لماذا لا يبادر النواب بتقديم انفسهم الى الشعب من باب كونهم قوة للتغيير ؟ لماذا لا يكون لهم دور أساسي ومبادر على طريق بناء كتل نيابية لا تقوم على مسابقة ( من هي الاكثر عددا ) بل من هي الاكثر اقناعا للرأي العام من خلال ما تقدم من التزامات ببرنامج سياسي واقتصادي ورقابي امام الناس . لم تعد الشعوب تؤمن الا بما ترى من أفعال وأقوال السياسيين في وسائل الاعلام وفي مواقع مسؤولياتهم . وأمام النواب الجدد والنواب بشكل عام الفرصة لأن يبادروا بتعريف انفسهم من خلال تقديم كتلهم وأشخاصهم الى الرأي العام في أطر برامج معلنة يقطعونها على انفسهم تماماً كما تفعل الكتل النيابية للاحزاب في الدول الديموقراطية .