الطلاب أكبر المستفيدين من احتدام المنافسة بين شركات الاتصالات
كلف منخفضة وعروض تنافسية تقدمها شبكات الاتصالات تمكن طلاب المدارس والجامعات من استخدام وسائل الاتصالات بيسر من خلال مصروفهم اليومي.
"العروض التي تقدمها شركات الاتصالات في المملكة مكنت الطلاب ممن مايزالون يأخذون مصروفهم من آبائهم من استخدام الاجهزة الخليوية والتحدث بها لساعات بدون أن يكون السبب المادي مانعا، هكذا يقول الطالب الجامعي محمد عرباش.
ويبين عرباش أن هناك عروضا تنافسية تصل في بعض الأحيان الى المجانية في دقائق الاتصال وحزم الانترنت على الهواتف الذكية.
وخلال السنوات الست الماضية، وبفعل المنافسة، تزايدت أعداد عروض الخدمة الخلوية؛ حيث وجهت الكثير منها الى ذوي الدخل المحدود ومنهم شريحة الطلاب سيما طلاب الجامعات، لتبتكر الشركات عروضا موجهة خصيصاً لهذه الشريحة.
هذه المنافسة خفضت أسعار الدقائق الخلوية الى مستويات غير مسبوقة، وصلت حدود المجانية في عدد كبير من العروض، ولفئة الخطوط المدفوعة مسبقاً، والتي تتيح لفئة مثل الشباب التحكم بمصاريفهم الشخصية، في حين كانت شركات الاتصالات تنظر باهتمام الى هذه الشريحة على اعتبار انها تشكل النسبة الاكبر من المجتمع الاردني وباكثر من 50 % من عدد السكان.
ويبين الطالب الجامعي، حسن الربضي، أن العروض المنافسة التي تقدمها شركات الاتصالات الثلاث تصب لصالح فئة الشباب والذين يشكلون شريحة كبرى من مستخدمي الأجهزة الخليوية.
ويلفت الربضي إلى أنه بات بإمكان الطالب الجامعي أن يستخدم وسائل الاتصالات المختلفة ومن بينها الإنترنت من خلال العروض المغرية والمنافسة الشديدة بين شركات الاتصالات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المشتركين.
ويؤكّد المدير التنفيذي للمالية في شركة "أورانج الاردن" رسلان ديرانية إن تجربة المنافسة في سوق الاتصالات الخلوية المحلية تعد من الانجح وذلك لتحقيقها اهدافا ايجابية لجهة نشر الخدمات عندما تنافست شركات الاتصالات الثلاث على تقديم عائلات كثيرة من العروض لكافة الشرائح حيث استحوذت فئة الشباب على نصيب كبير من هذه العروض وتركزت في فئة الخطوط المدفوعة مسبقا التي تسيطر على نسبة تزيد على 90 % من اجمالي الاشتراكات الخلوية.
ويقول ديرانية ان شركات الاتصالات مهتمة بشريحة الشباب منذ سنوات كونها تشكل نسبةتزيد على 45 % من المجتمع الاردني من طلبة المدارس والجامعات والخريجين الجدد، فضلاً عن قرب هذه الشريحة من التكنولوجيا واستخداماتها. وبالتالي فالشركات صاغت وطرحت العديد من عائلات العروض الموجهة لهذه الشريحة، لتحرص الشركات ان تكون العروض اولاً من فئة الخطوط المدفوعة مسبقاً، وتشمل اسعار دقائق وصلت حدودا غير مسبوقة، فضلا عن حرص الشركات على تضمين هذه العروض الشبابية خدمات محتوى ورسائل ودعم لاجهزة ذكية وهي الامور التي يهتم بها الشباب.
ويبين ان الدراسات تصنف السوق الخلوية الاردنية كثاني اكثر سوق تنافسية في المنطقة، كما ان الارقام تظهر بأن معدل سعر الدقيقة على نفس الشبكة تراجع بشكل كبير جدا خلال السنوات الماضية، حيث يبلغ معدل سعر الدقيقة على نفس الشبكة اقل من قرش، فيما كان يصل سعر الدقيقة بداية العقد الماضي الى 25 قرشاً.
من جهته، يقول الخبير الاقتصادي، حسام عايش، إن العروض التي تقدمها شركات الاتصالات الثلاث (زين، أورانج، أمنية) ساهمت إلى حد كبير في تقديم خدمات اتصالات وانترنت بأسعار معقولة نتيجة للمنافسة القوية بين تلك الشركات.
ويشير عايش إلى أن العروض التي تقوم بها تلك الشركات تعتبر كذلك جزءا من حملات الترويج والتسويق لزيادة حجم المبيعات من منتجاتها وتوسيع حصصها في السوق المحلية بالإضافة إلى تعميق العلاقة والولاء بين مشتركي الخدمة وشركات الاتصالات.
وتوسعت قاعدة اشتراكات الخدمة الخلوية في المملكة لتضم قرابة 8.8 مليون اشتراك، تشكل فئة الخطوط المدفوعة مسبقا 92 % منها وهي الفئة التي ينتمي اليها معظم الشباب، كون البطاقة الخلوية تتيح للمشترك التحكم بمصاريف الاتصالات الخلوية.