العنصرية بنكهة الحرص على فلسطين...؟

-نكاية في الطهارة ، سأُلوِّث سروالي...! 

-ذهب أحدهم إلى حمام تُركي ليتطهر من الجنابة ويتوضأ لصلاة الجمعة ، إذ داهمه توقيتها وهو بعيد عن منزله ، وحين إنتهى من التطهُر والوضوء ، أخرج من جيبه قرشين وناولهما لصبي الحمام ، الذي أصر على تحصيل ""شلن"" خمسة قروش ، لكن الرجل قال للصبي ، يا بُني في العادة ندفع الشلن عند الحمام الكامل ، نهدر ماءً أكثر ، صابون ، لِيّف ، يأتينا المُدلك ، نتمطى على بيت النار ""الجوّاني"" ونشرب الشاي ، لكن كل ما فعلته الآن أن دلقت على جسدي إبريق ماء فحسب ، ويكفيك على ذلك قرشين ، لكن الصبي النزق أصرّ على الشلن ، فما كان من الرجل المغبون إلا أن قال للصبي ، أعطني القرشين لأُعطيك الشلن ، فأرجع الصبي القرشين للرجل الذي أعاد القرشين إلى جيبه ، ومن ثم أدار الرجل مؤخرته للصبي وفقع ضرطة ، وقال نكاية في الطهارة سأُلوِّث سروالي وغادر الحمام . 

-لا يتجاوز عدد العُنصريين حمولة بكب من المأفونين ، الذين إن دققنا في محتواهم السياسي والإجتماعي ، سنصل في نهاية المطاف أننا أمام شخصيات غير سوية ، إن لم تكن ذات إرتباطات مشبوهة ، وأغلب الظن أن بعضها كذلك ، ومنها من يحلم أن ينام وحين يصحو وقد إبتلع البحر الفلسطينيين ، وتم شطب فلسطين عن خارطة الكرة الأرضية، ومن ثم يُصبح الأردن بلون ديموغرافي خالٍ من المكوِّن الفلسطيني ، ""إن صح حُلم الحالمين...!"" ، الذي بات وجوده يقض مضاجع عُصبة صاحب الخط ""الخُف"" الأحمر ، الذي تضخمت أناه حد التهديد بحرب أهلية ، إن أقدم النائب عاطف الطراونة أو غيره من النواب على التصدي لسحب جنسيات بعض الأردنيين من أصل فلسطيني ، وهكذا بات الأرنيون من أصل فلسطيني مُهددون بالتشريد ، القتل ، الذبح والموت ، حتى إن أقدم أحدهم على طرح حق المرأة الأردنية المتزوجة من غير الأردني منح أبنائها جنسيتها الأردنية ، وكل ذلك مُغلفا بالحرص على فلسطين ، وخوفا من الوطن البديل ، التوطين والمحاصصة وهو كلام حق يراد به باطل، ""يا ول ليه...!""، إن لم يكن ضمن مؤامرة صهيونية بغيضة ، يُراد من خلالها دفع الأردنيين من أصل فلسطيني إلى الحائط ، فيذهبوا مذهب الرجل الذي نكأ الطهارة نكايةً ، وهذا لن يَفرَحَ به العُعصابيون ، مهما يتهددوا أو يتوعدوا ، ومهما يُحاولوا إستفزاز العنصر من أصل فلسطيني الذي يُولد ويدفن بإسم الله وبإسم فلسطين والأردن ، ووحدة الحياة والمصير لأهل جنوب الديار الشامية .

-ما هكذا تُورد الإبل يا أنت ، فالأردنيون من أصل فلسطيني ليسوا مجرد شلايا غنم ، لتقودها إلى مذبح النكاية بالطهارة ، والشعب الأردني بكل مكوناته لن يكون سهل المنال لمؤامرة صهيونية ، ولن يركع تحت أقدام مشيل عون وأمثاله ، ولن يُشكل المسيحيون الأردنيون تياراً وطنيا حراً كما بشرت ودعّوت ، فلا تشطح بعيدا لأن الحراثة في المحيطات لا تنتج قمحا ولا شعيرا ، فسبق أن قلنا مرارا وتكراراً أن الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين ، في مواجهة العدو الصهيوني ، وإن كنا على يقين بحتمية العلاقة ، الوحدة والتوحد بين أهل جنوب الديار الشامية ، الممتدة من ما قبل التاريخ ، المستمرة وستستمر حتى يرث الله الأرض وما عليها ، فإن الشعب الفلسطيني وتوأمه الأردني ، ليس مثلك من يُصيغ مستقبلهما أو يحدد مصيرهما ، أو يشترط عليهما كيف يكونوا تحت المظلة العربية الهاشمية. 

-يا صاحب الخُف الأحمر ، عندما تكون في حضرة الملوك ، إعرف ماذا يخرج من فمك...! 
الأفضل خُذ على راسها قبل أن تُطيح بك ، وخيِّط بغير هذه المسلة ، وكفاك أن تُدافع عن آلة الموت في سورية ، فالأردن لن- يغرق في الدماء وسترتد أصداء تهديداتك كفسوة نَسرٍ في الفضاء ، شي غاد...!