اشتريتُ ثلاث بيضات

طلب منا معلّم اللغة العربية عندما كنا في «الاول اعدادي ب» جملة تحتوي على فعل وفاعل ومفعول به اول و ثان. ويومها «تشاطرتُ» ورفعت اصبعي وقلت:

«أعطيتُ الفقيرَ قرشَا».

يومها ،صفّق لي الطلاّب، لكن المعلّم وبعدما أشاد بـ «شطارتي» قال: ما أبخلك. فقط اعطيت الفقير قرشا. زيدههن شوي!

تذكرتُ تلك الحادثة التي مرّ عليها حينٌ من الدهر، عندما ذهبتُ لشراء «طبق بيض». وعندها قال صاحب المحل» بدّك كم بيضة؟». وسألته، متى يباع البيض بالمفرد؟ فردّ: من يوم ما ارتفع سعره وصار زي الذهب. واسترسل البائع في كلفة طبق البيض عليه، واكتشف أن بيع البيض بالمفرّق أفضل وأربح له.

واضاف الرجل وكأنه يشرح لي اسرار لوحة فنية لبيكاسو: البيض اللي حجمه صغير بنبيع البيضة ب 15 قرشا. والبيض اللي حجمه كبير، البيضة الواحدة بـ 25 قرشا. انت كم بيضة بدّك وأي حجم؟

كنتُ حائرا بين أن «أفقع» ضحكة من «قاع قلبي» أو أن أشتري وانا ساكت واتناول ال 3 بيضات واروّح. وفعلتُ كليهما؛ مازحتُ الرجل الذي كان مهذبا معي، وناولني ال 3 بيضات، وظل يوصيني أن أنتبه وانا حاملهن.

انا ما ما بحبش البيض. عندي «عُقدة» منه. منذ صغري وانا لا احب البيض. ربما لأنني «بلعتُ» ذات مرّة بيضة مسلوقة وعلقت في زوري وكادت تطلع روحي بسببها. ومن يومها وانا علاقتي بالبيض»ع الريحة».

لكن الأولاد والعلم والطب ووزارة الصحة تدعونا الى ضرورة تزويد الاطفال بالبيض»من الضروري ان يتناول الطفل كل يوم بيضة كي يكتسب جسمه الكلس». ونحن كآباء لا بد ان نلتزم بالتعليمات. بينما هناك من «يشوّش» علينا . يقال ان بعض التجار يصدّرون البيض الاردني الى الخارج ولهذا ارتفع سعره عندنا.

وكالعادة تداولت المواقع الالكترونية و»الفيس بوك»، «قضية البيض» بالتعليقات والنكات. مثل الدجاجة التي قالت لاحد المواطنين، مش عاجبك بيضي، روح انت.. بيض!

شكلنا كلنا رح نبيض من الغلاء وارتفاع الأسعار!

آه يهالعمر، رح يمظي تناغيص!!