وزير التربية والقرار المتهور



يرتبط تقدم الدول وازدهارها بتطور العملية التربوية ومقدرتها على إنتاج جيل مسلح بالعلم والمعرفة ,وهذا يحتاج لعناصر العملية التعليمية من مناهج معدة أعدادا جيدا ,والمعلم المؤهل الكفؤ إضافة للبنية التحتية المناسبة للتعليم 
وزير التربية والتعليم بقراره الأخير نقل المعلمين الذين يعملون بوظائف إدارية في مديريات التربية والمدارس بسبب ظروفهم الصحية الصعبة إلى الميدان ليقوموا بتدريس الطلبة ليعود بالعملية التربوية والتعليمية للوراء 
هؤلاء المعلمون لم يتم نقلهم للقيام بعمل إداري وتفريغهم من الحصص الصفية لولا التقارير الطبية الصادرة عن اللجان العليا في وزارة الصحة والتي أوصت بذلك ( وإن كانت بعض التقارير غير دقيقة في وصف الحالة ) ,نظرا لحالتهم الصحية الحرجة التي لا تسمح للمعلم بالقيام بدوره التربوي والتعليمي المطلوب 
لقد تم الاطلاع على التقارير الطبية لبعض المعلمين الذين قامت وزارة التربية بزجهم لتدريس الطلبة وتربيتهم ,فمنهم من يعاني من مرض القلب المفتوح ومرض الصرع والأعصاب وآخر مرض السرطان وغيرها من الأمراض المزمنة ـ شافاهم الله وعافانا ـ 
إن إصرار وطلب وزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس المتكرر من مدراء التربية بتزويد الوزارة بأعداد المعلمين الذين تم نقلهم للمدارس لإنجاح خطوته وبغض النظر عن تداعيات قراره السلبي على قطاع التعليم لدليل على تركيز الوزير على الكم وليس النوع 
كيف يقوم معلم مصاب بمرض الصرع والأعصاب أو القلب المفتوح بدوره التعليمي والتربوي ؟ كيف يجبر معلم مصاب بمرض الربو والتحسس من استخدام مادة الطباشير ؟ 
الدول المتقدمة والمنتجة لم تصل لهذا المستوى لولا اهتمامهما بالطالب وتوفير كل ما من شأنه تطوير المسيرة التعليمية 
إن الطلبة والوطن أمانة في أعناق وزارة التربية فليتق الوزير الله في أبنائنا ومرضانا