السيرك مجددا

 

 
نشكو جميعاً من الفكر المتطرف المنغلق المتعصب المتزمت الرجعي المتخلف وقل ما تشاء من أوصاف نسمعها صباح مساء، لكن أليس من حق المدقق أن يتحدث عن المتفلتين المقلدين؟؟؟ خلق الله الإنسان وجعل له عينين فقال " ألم نجعل له عينين " وليس الأمر محصوراً في العين الجارحة بل يتناول عين الرضا وعين الغضب المعنويتين. نعم لا نرضى بالتزمت لكننا نرفض التفلت، وهذا الذي أقوله فرصة لتغيير الحديث السياسي لتكون لنا إطلالة اجتماعية على المشهد الأردني، فالفن جزء من الحضارات لكن الفرق كبير بين الفن والتعري! للعراة نواد أما أكثر الناس فلا يريدون إلا الستر والاحتشام خاصة نحن في الأردن البلد العربي الهاشمي الذي يحترم الشعور الديني للناس، الأردن بلد عشائري لا يقبل التعري في السيرك أو غيره وليس لأحد أن يسوق لنا البضاعة الممجوجة لأننا لا نريد هذا لأولادنا ولا لبلدنا ولا لحضارتنا، نريد الترفيه عن الناس وتسليتهم ولكن ضمن حدود الأدب والأخلاق، حيث لدينا شرطة للآداب، ولا أظن أن من حق أحد أن يفرض التعري والتكشف والحركات المثيرة للغرائز حيث يشاهد ذلك المراهقون من الجنسين، فأين ما تبنيه التربية والتعليم وما يغرسه الآباء وما يقوله الوعاظ في المنابر الدينية ؟؟ هل يريد المروجون والمروجات أن يقدموا الأدلة للفكر التكفيري والمتعصب على صواب مواقفهم وصحة ما يقولون ؟؟ أعتقد أن وزارة الداخلية وهي أم الوزارات هي المسؤولة الأولى وهذا لا يعفي أية مؤسسة أخرى ذات علاقة من المسؤولية. لقد أقسم المسؤولون على كتاب الله أن يخدموا الأمة فهل هكذا تكون خدمة الأمة ؟؟ لماذا لا يلتحق منظمو مثل تلك النشاطات إلى الجمعيات التي تقوم بعمل الخير ورعاية الأيتام والفقراء فهذا أشرف لها وأعظم أجراً. وإذا كنا أمام مجلس نيابي جديد فإننا نطالب النواب ليتحركوا لوقف كل ما يخدش الحياء ويخترق الدستور ويعبث بمشاعر الشباب.