عدنا والعود احمد

طالعتنا احدى المحطات الفضائية المحلية المقرؤة ان احد المواطنين وهو شاب يبلغ من العمر 19 عام تقدم لاحدى المحاكم وهي بالمناسبة في مدينة السلط تقدم من اجل استخراج وثيقه بدل فاقد لشقيقته وقد قام احد رجال الامن بالقاء القبض عليه بتهمة انه رأى الشاب في احدى المسيرات قبل شهرين وكان الشاب حسب اقوال رجل الامن يلقي الحجارة على رجال الامن وقد وجه اهالي الشاب عبر هذه المحطة نداء الى جلالة الملك من اجل الافراج عن ابنهم . 

الى هنا لا نعرف مدى دقة صحة هذا الخبر فاذا كان الخبر غير صحيحا فعتبنا على الصحافة وكيف لها ان تنقل خبرا ليس دقيقا ولا اعتقد انه غير صحيح لانه لا يمكن لأي مواطن ان يوجه نداء الى جلالة الملك لامر غير صحيح.... اما اذا كان الخبر صحيحا وان اجزم انه صحيح ودقيقا فنقول ..... عدنا والعود احمد.... 

عدنا للايام التي كان يزج بها الشرطي أي مواطن في غياهب السجون سنوات وبدون محاكمة نظرا لتعكر مزاج هذا الشرطي وكان سؤ طالع هذا المواطن مروره من امام هذا الشرطي ولم يلقي السلام على هذا الشرطي .. 

عدنا لايام توجيه تهمة ظروف تجلب الشبهة هذه التهمة كان باستطاعة أي شرطي توجيهها لاي مواطن والزج به في السجن... عدنا لايام توجيه تهمة ازعاج السلطات والتوقيف الاداري .... عدنا لايام توجيه تهمة عدم الامتثال لاوامر الشرطي والاقامة الجبرية..... عدنا لايام توجيه تهمة اعمال منافية للحياء.... عدنا للايام التي كان يكتب الشرطي تقريرا بأي مواطن من اجل ان يقوم المواطن بالتوقيع على الاقامة الجبرية وبالمدة الي يراها الشرطي مناسبة هذه التهم تزج باي مواطن في السجن وفي هنالك تهم كثيرة كان أي رجل امن يعدها لاي مواطن ممتعض منه هذا الشرطي .. هذه التهم تذكرنا بالايام التي تخلصنا منها وبالايام التي كانت تسمى في عصرها هذه التهم ايام الاحكام العرفية ... الاحكام العرفية التي ناضل من اجل الغائها جيل كامل والحمد لله قد تخلصنا منها واتجهنا لايام جديدة تسمى ايام الديمقراطية ... 

ان الحكومة تتشدق كثيرا بالديمقراطية وانه من الدول المتقدمة في حفظ حقوق الانسان ونحن نقول دعونا نرى اقوالها في افعالها وانا هنا لست موكلا عن هذا المواطن المعتقل كونه رمى حجارة في احدى المسيرات اذا كان هذا الكلام صحيحا ومن واجب أي رجل امن بل من واجب أي مواطن القاء القبض على كل شخص يخل بالامن وانا هنا لا افهم بالقانون ولكن اذا كان هذا الشاب قد اخل بالامن فلماذا لم تتم محاكمته محاكمه تضمن له كافة حقوقه... 

كيف لنا ان نضمن في حال دخولنا اية دائرة حكومية عدم القاء القبض علينا وتوجيه تهمة القاء الحجارة في احدى المسيرات وذلك بسبب نباهة رجل الامن الذي كان موجودا لفض هذه المسيرة ونسأل لماذا رجل الامن لم يلقي القبض على هذا المواطن في نفس اللحظة التي القى بها المواطن الحجارة هل كان رجل الامن خائفا من هذا المواطن وكان المواطن يتسلح بكمية كبيرة من الحجارة لدرجة خوف رجل الامن منه ... 

لقد عدنا والعود احمد... لا عفوا لقد اخطأت في التعبير نحن لم نعود لقد بدأنا نفقد مكتسباتنا من ديمقراطيتنا ونكسب ما فقدنا من اختقاء لبعض القوانين قوانين جاهد رجالات الاردن في نهاية القرن الماضي من اجل وقف العمل بهذه القوانين هي قانون الاحكام العرفية .... ونحن نطالب الناطق باسم الحكومة بالتوضيح لجميع الاردنيين هل عدنا للاحكام العرفية هل اصبح باستطاعة أي شرطي القاء القبض على أي مواطن وطوي صفحات حياته وفتح صفحة جديدة في حياته اسمها صفحة المجهول .