حتى لا تتكرر الأخطاء في نتائج الامتحانات العامة *

ظلال من الشكوك أصبحت تحوم حول دقّة نتائج امتحان الثانوية العامة، وامتحان الشهادة الجامعية المتوسطة «الشامل» بعد سلسلة من الأخطاء التي وقعت وأدت إلى حدوث مصائب، حيث أن أسباب الأخطاء التي تقع في النتائج تعزى دائماً لأخطاء بشرية، وتكنولوجية.

يبدو أن دخولنا عالم الحاسوب، قد أدى إلى وقوع مثل تلك الأخطاء التي لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال لأنها تتعرض لمصير الآلاف من أبنائنا وبناتنا.


قبل أيام أعلنت جامعة البلقاء التطبيقية عن وقوع خطأ باستخراج نتائج الشامل في دورته الشتوية الحالية لتخصص هندسة الاتصالات حيث أسفر ذلك عن نجاح (31) طالباً كانت نتيجتهم راسبا وأن ذلك الخطأ اكتشف بعد إعلان النتائج بأيام ونتيجة احتجاجات من الطلبة الذين أعلن رسوبهم في الامتحان وأن وحدة التقييم والامتحانات في الجامعة تابعت الأمر وتمت عملية التصويب وبذلك ارتفعت نسبة النجاح في هذا المبحث من 17 بالمئة الى 48 بالمئة، وذلك الخطأ -كما تقول الجامعة- وقع أثناء عملية ترحيل علامات طلبة تخصص هندسة الاتصالات إلى قاعدة البيانات الخاصة بنظام الامتحان الشامل، وتم تدارك الأمر بعد ذلك، وحتى العودة إلى أوراق الامتحان وإعادة تصحيحها من جديد.


قبل عامين وقعت أخطاء جسيمة في نتائج امتحان الثانوية العامة، وكانت المصيبة كبيرة، حيث تم ترسيب العديد من الطلبة الناجحين، بينما نجح العديد من الطلبة الراسبين، ولم يتمكن بعض الناجحين من الالتحاق بالجامعات حيث تبين ان عليه بعض المواد التي لم ينجح بها.

لم نسمع في حياتنا، وقبل دخول هذا الحاسوب بأن أخطاء قد وقعت في امتحانات الثانوية العامة، أو الشامل وأن التصحيح اليدوي واستخراج كافة عمليات النتائج كانت تتم بطريقة يدوية أيضا لكن ما يحدث الآن، يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا ونخشى من تكرار ذلك في نتائج امتحان الثانوية العامة التي أعلنت الخميس الماضي مشيرين بهذا الصدد إلى أن العديد من الحوادث المؤلمة بين طلبة الثانوية وقعت نتيجة الأخطاء في النتائج في سنوات سابقة.


إن الأمر يتطلب إعادة النظر بواقع استخراج النتائج وطبيعة الامتحان، حيث لا يتم اعتماد الأسئلة التي يتم تصليحها الكترونياً كما حدث في امتحان الشامل، وأن تتضافر جهود وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لوضع بروتوكول خاص يتضمن كافة المراحل المتعلقة بنقل العلامات من الدفاتر إلى الحاسوب، والتأكد من صحة النقل بعدة وسائل، وكذلك طريقة استخراج هذه النتائج، مع الإبقاء على الطريقة اليدوية لمزيد من التأكد من سلامة كافة الإجراءات، لأن الخطأ بنقل أية علامة يغير علامات المئات من الطلبة حتى ولو كانوا جميعا من الناجحين، وانه لا بد من عقد العديد من ورشات العمل، لتقييم كافة التجارب السابقة، والاستفادة من الأخطاء التي وقعت لمنع تكرارها وتطوير برنامج على الحاسوب يستوعب كل هذه المعطيات، والأعداد المتزايدة من الطلبة الذين يتقدمون لهذه الامتحانات العامة.