هل إحدى شروط رئيس الوزراء القادم أن يكون من الذين (تكلموا في المهد)؟

هل إحدى شروط رئيس الوزراء القادم أن يكون من الذين (تكلموا في المهد)؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدكتور : رشيد عباس
نقول أن الله عز وجل , قد شرف الذين (تكلموا في المهد) , وبيّض وجوههم ووجوه أهلهم , وإضاءة السماء من حولهم , وبكلامهم في المهد , قد زالت الغمامة , والحقيقة التي لا تقبل الشك , أن الرواة وعلماء الدين , قد اختلفوا على عدد الذين (تكلموا في المهد) , واختلفوا أيضا على جنس ولون هؤلاء الأطفال , وعلى حيثيات ومبررات وملابسات تكلمهم في المهد , ونقول إن الله على كل شيء قدير ، لا شيء يعوزه ولا جبار يقهره ، ولا تقف قدرته عند حد معلوم ، أو منتهى محدود ، فليس لقدرته نهاية ، وإنما تنطلق قدرته في كل زمان ومكان , أن الله خلق البشر جميعا من أب وأم ، إلا أن طلاقة قدرته لا تقف عند هذا الحد , فقد خلق إنسان بلا أب وبلا أم ، إنه آدم عليه الصلاة والسلام , وخلق إنسانا بلا أم ، إنها حواء عليها السلام , وخلق إنسانا بلا أب وله أم ، إنه عيسى عليه الصلاة والسلام , ومن طلاقة القدرة الإلهية أن يتكلم مولود في المهد , ومهد الصبي هو موضعه الذي يُهيأ له ويوطَّأ لينام فيه , أي أن يُنطِق الله المولود في المهد وفي وقت لم يتكلم الأطفال العاديين فيه ، وهو في مرحلة الرضاعة .
وعلى أية حال فأن هؤلاء الأطفال (الذين تكلموا في المهد) بغض النظر عن عددهم وجنسهم ولونهم , فهم ليسوا أطفالا عاديين , كما أن الظروف والمناسبات التي تكلموا فيها ومن اجلها , ليست ظروفا أو مناسبات عادية , إنما هي ظروف مناسبات استثنائية , كان لتكلمهم فيها أهمية قصوى , من اجل الخروج من المآزق أو من المواقف الصعبة التي كانوا يعيشها آخرون من اجل هؤلاء , في الوقت الذي لم يكن بمقدور الأشخاص الموجودين حولهم , الخلاص من هذه المواقف الطارئة .
والسؤال المطروح هنا هو , هل إحدى شروط رئيس الوزراء القادم عندنا , هو أن يكون من الذين (تكلموا في المهد)؟ الجواب مع تأخر وتأخير عملية الاختيار, نقول (نعم) , لأننا نعيش ظروفا استثنائية , وان مرحلة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي , قد بدأت عندنا , وتحتاج هذه الظروف الاستثنائية كلاما , ككلام الذين(تكلموا في المهد) , من اجل الخروج من المآزق أو من المواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي نعيشها , وهنا نقول نعم يوجد في هذا الوطن الطيب رجالا , لديهم القدرات العالية في قول كلمة الحق , رجالا لديهم القدرات العالية على التوضيح والتبرير والتفسير والتعليل المنطقي , رجالا سيتفانون بالقول السديد , وبالفعل اللازم والمتعدّي , في هذا الوطن المعطاء , رجالا أوفياء من المهد إلى اللحد , وكما يقال في كل تأخيره وفيها خيره , وفي التأني السلامة وفي العجلة الندامة .