رساله الى المحارب القديم والدي العزيز




سلام عليك يا والدي العزيز الم يخبروك بان هناك يوما للمحاربين القدامى لا بالتصريح ولا بالتلميح نعم وانا على يقين لا ولن يخبرك احدا لانك عندهم لا تعني لهم شيئا اما عندي فغلاك ومعزتك لا يعلمها الا الله
سلام عليك يا والدي بقدر حبك وعشقك واخلاصك للوطن وحبك اللامحدود للقوات المسلحه الاردنيه كموسئسه عريقه وليس اشخاص تحكمهم لمزاجيه واخواتها

سلام عليك حينما بترت قدمك اليمنى عام 1973 وطارت في سماء الاردن عندما انفجر لغم اثناء الواجب الرسمي بازاله حقول الالغام وطارت معها احلامك ان تموت شهيدا كما كنت تدعوا الله دائما ان يرزقك الشهاده

سلام عليك حينما كنت بمعركه الكرامه وانت واقف فوق الخندق وكانت هناك طائره اسرائيليه وانت تنادي على الطيار الاسرائيلي وتقول ايها الطيار اقصف اينما شئت فنحن طلاب شهاده هكذا اخبروني رفاقك في السلاح

سلام عليك يا والدي الغالي وانت تتقاضى معلوليه من القوات المسلحه قدرها ثمانيه دنانير لاغير لا تسمن ولا تغني من جوع

سلام عليك ايها الغالي بقدر الالم والحسره والنكد والقهر الذي زرعوه بقلبك وقد عانيت في الحياه الكثير الكثير كان راتبك التقاعدي بالاضافه الى ثمانيه دنانير معلوليه لا تكفي لاعاله العائله فاضطررت ان تعمل عند الي يسوى والي ما يسوى من اجل تامين لقمه العيش الشريفه وانت مبتور القدم وما زلت اتذكر عندما تخرج بعد صلاه الفجر وتعود بعد صلاه المغرب منهك القوى مقابل دراهم معدوده اتذكر تخرج اخي الاصغر ومكث عشر سنوات بدون عمل لقله الواسطه وكم شعرت بالقهر يا والدي وانت تطرق باب المسئولين من اجل المساعده في ايجاد عمل ومنهم اصحاب الدوله والمعالي والعطوفه والسعاده وكانوا لا يلقوا لك بالا وكانك من جنوب افريقيا فكنت ادعوا بصلاه الفجر ان يقصم الله ظهورهم ويذلهم بالدنيا
وما المني اكثر عندما ذهبت الى ضابط برتبه لواء تطلب منه المساعده بموضوع ما وقد انتظرت اكثر من نصف ساعه امام بيته وبالنهايه خرج ثائرا كله عصبيه وعندما عرفت بنفسك وانك مصاب عسكري اجاب بكل استهزاء سلامتك يا حجي شو بدي اعمل الك

سلام عليك وانت طريح الفراش منذا ما يقارب تسع سنوات نتيجه جلطه دماغيه من القهر والنكد والحرمان ولم يكلفوا انفسهم بالسؤال عنك واستثني جمعيه الملكه للمصابين العسكريين وعى راسهم سمو الامير والعميد جاد الله وكافه العاملين ضمن المتاح لديهم

سلام عليك حينما يسالك احفادك الصغار وين رجلك يا جدي فتصمت فيكررون نفس السؤال فتجيبهم. وببرائه الاطفال يسالونك لماذا لا يسالوا عنك القوات المسلحه ولا يهتموا بامرك وهم لا يعلمون انك من عام 73 لم يهتموا بامرك ولم يشعروا بمعاناتك فاي ولاء سيكون واي انتماء يزرعون في قلوب بريئه

سلام عليك بقدر الاحرف والحبر باستدعائات مساعده للديوان الملكي وللقوات المسلحه وكاني بهم عاهدوا انفسهم الا يساعدوك ما دمت حيا


سلام عليك يا ايها الوالد الغالي ومتعك الله بموفور الصحه والعافيه وستبقى كبيرا شامخا شريفا اما هم فربك لهم بالمرصاد ويكفيهم دعوات مظلوم مقهور تنهال عليهم كحبات المطر