استهداف المراكز الاساسية للامة العربية والاسلامية: مصر العراق سوريا..


تعلمنا من اهلنا ومن التاريخ ومنذ نعومة اظافرنا ان هناك ثلاثة مراكز اساسية للامة العربية والاسلامية تستند عليها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودفاعيا، وبقوة وصلابة هذه المراكز تكون الامة العربية والاسلامية في اعلى مراتب قوتها وصلابتها ولن يتمكن اي استعمار او احتلال من الهيمنة عليها.

ادرك اعداء هذه الامة سر تماسكها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ومنذ مئات السنين وهذا الاستعمار الغربي يخطط ويعمل ويمول ويخترق من اجل خلق نقاط ضعف وتفكيك لهذه المراكز وعبر العصور تعرضت هذه الامة لغزوات واحتلالات كثر من "العثمانين والفرنسين والانجليز ..الخ"، ولم يدم احتلال او استعمار، لان هذه الامة كانت تلفظ دائما كل ماهو غريب عنها ، الى ان جاء الاحتلال الجديد الذي يدرك عمق قوة هذه الامة وبدأ يخطط ويعمل ليل نهار من اجل تحقيق اطماعه في اضعاف وتقسيم وتفتيت الامة والهيمنة على مقدرات بواطن الارض والسيطرة على دول وشعب منقسم على نفسه.

وخلق الاستعمار الصهيوامريكي حالة من التنافر والشد والرخي احيانا بين مراكز هذه الامة "مصر العراق سوريا"، وكانت البداية بفك الوحدة بين "مصر وسوريا"....ومن ثم اضعاف مصر بعزله عن محيطه العربي وتكميمه بمعاهدة كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني عام 1978، وهذه المعاهدة ادت الى اضعاف الدور العربي المصري وخروج مصر عن اهداف ومباديء الامة العربية.

كامب ديفيد الصهيوامريكية استهدفت الهوية العربية لمصر وخرق وتشويه لتاريخ ومستقبل مصر والامة العربية ، لان سلامة مصر من سلامة وامن واستقرار الامة وكذلك العراق وسوريا.

وبعد ذلك جاء الدور على المركز الثاني العراق، وحصل الغزو الامريكي واحتلت العراق من قبل الامريكان وتسببت هذه الحرب بمقتل الملايين من المدنيين العراقيين وتعتبر اكبر خسارة بشرية في تاريخ العراق ، والعراق الذي يمتلك تاريخا وارثا حضاريا دمر ونهب وقسم واصبح يعاني من الطائفية وافرازاتها التدميرية على الامة ، واستمرت هذه الحرب الدموية والغوغائية لسنوات تحت ذريعة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل والتي اخترعتها وسوقتها الصهيوامريكية العالمية من اجل اضعاف وتفتيت هذه الامة التي مازلت تغط في نوم عميق، واليوم جاء الدور على سوريا بعد ان تم العمل على محاولة خلق حالة من العداء في محيط الدولة الوطنية السورية ، لبنان: انقسام في الموقف اتجاه العروبة فمن الطبيعي ان يكون جزء من الشعب اللبناني يكن العداء لدولة الجوار، ومحاولة انكار ان لبنان هو جزء مهم من سوريا ، والاردن لا يملك قراره بهيمنة السفارة الامريكية وتربيط النظام بمعاهدة وادي عربة والتي نرى استحقاقاتها على الارض بشكل يومي، والكيان الاحتلالي الصهيوني المتربص.

ومن هنا اعتقد اصحاب المشروع الصهيوامريكي ان مشروع شرق اوسطهم سيكتمل قريبا وخاصة بعد عقد الصفقات وتشكيل الائتلافات مع من يسمون انفسهم معارضة ومع بعض المواطنين الضالين أو الخارجين عن القانون والذين اوكلو لهم مهمة تدمير البنية التحتية لوطنهم بعد تدريبهم وتمولهم لسنوات، والصفقة الاكبر كانت مع الاخوان المسلمين ومحاولة اعادة رسم جغرافيا الوطن العربي من خلال تقسيم المقسم وتجزئ المجزء، ولكن بدء الحرب على سوريا لم يكن بالامر السهل وخاصة بعد انزلاق الامريكان في المستنقع العراقي وانتصار حزب الله على الشرطي الامريكي "الاسرائيلي" في حرب تموز، ووصول التقنية الصاروخية الى غزة جعلتها جاهزة لاي مواجهة مع الكيان الصهيوني ....، كل ذلك كان بدعم الدولة الوطنية السورية ، وهنا جلس اصحاب مشروع الشرق الاوسط الكبير مع حليفهم الاخواني المنتشر في العالم وعقدو الهمة على صناعة ربيع دموي عبر استغلال مأذن الجوامع وكلمات الله وبيوته ، مما ادى الى اختلاط الحابل بالنابل على الانسان العربي خاصة وهو في حالة تعطش الى التغير وكسر حاجز التبعية والعبودية، فكانت تونس ومصر وليبيا، ولكن عجلة الربيع الدموي تعرقلت في ليبيا لوهلة!! خلقت عند الانسان العربي الكثير من التساؤلات ، رغم الضخ الاعلامي التضليلي الكبير المرافق لمزاعم التغير والاصلاح والديمقراطية ومساندة طيران الناتو التي حسم المعركة في ليبيا.

وهنا اصبح الانتقال الى سوريا اسهل من السابق باعتقاد اصحاب مشروع "الشرق الاوسط الكبير"، وخاصة ان ادواتهم في سوريا ومحيطها اصبحت جاهزة كما اخبروهم !!! وقرعت ساعة الصفر المرافقة لضخ اعلامي كبير من اجل شيطنة النظام في سوريا وتصويره بكل امكانيات هوليود السينمائية وافلامهم الخياليه اكلة لحوم البشر ومصاصي الدماء....الخ، واستغلال الطفولة والنساء وتشريحها والتمثيل بها وعرضها على شاشات الربيع الدموي في مشروع تدمير الهوية العربية واستهداف لشخصية وتاريخ الانسان العربي وتهشيمها وتهميشها وتجريدها من مكنوناتها الحضارية والتاريخيه.

لذلك اعتبر اصحاب مشروع "الشرق الاوسط الكبير" ان هذه هي المعركة الاخيرة لهم وستكون مسألة حياة او موت ، ومن اجل حياة مشروعهم الاستعماري واستقرار أمن الكيان الصهيوني استخدموا في الحرب الكونية على سوريا كل الخطايا والكبائر وكل ما لا يتصوره عقل من اجل اكتمال مشروعهم .

ولكن فات على اصحاب المشروع وعلى ادواتهم ان بلدا كسوريا يمتلك تاريخا وارثا حضاريا عربيا، وثقافة مقاومة وممانعة فأن عطائه لا ينضب وفيه الرجال الرجال ويمتلك مقومات التطور والاستمرار وله جشيا قلبه عربي وقراره عربي وشعاره امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة .... فهل سيبقى لهم مشروع في مثل هذه البلاد؟!! سيدفن مشروعهم اللقيط في ارض العروبة دمشق وسينطلق من قلب دمشق مشروع ربيع حقيقي يزهر انتصارا وتحررا وياسمينا.

من لا يمتلك تاريخا لا يمكن له بناء المستقبل....