الملك يوقد للمتقاعدين شعلة التفاؤل بالمستقبل



أن يوجه جلالة الملك عبدالله الثاني في رسالة وجهها للحكومة السابقة في21 آذار 2012 لإعلان يوم «15 شباط في كل عام يوما وطنيا للوفاء والاحتفال بالمحاربين القدامى دليل على ان جلالتة يعتبرهم الرديف لجيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية الباسلة ويريد ان يعزز للمتقاعدين روح التفاؤل بالمستقبل والاصرار على المشاركة بكل الامور التي تجعل الاردن في الصفوف الاولى. 

ان الاحتفال بالمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين في يوم وطني للوفاء دليل على أن رهان جلالة الملك كان في محله على المتقاعدين العسكريين بانه راهن على المتقاعدين اوّلا وعلى رغبتهم في الاصلاح من ضمن المؤسسات الاردنية والمشاركة والمسؤولية وليس عن طريق الشارع الذي يسعى كثيرون الى استغلاله من اجل اخذ البلد الى المجهول. 

ان اهمية الاردن تكمن في أنه لم يوجد يوما فراغاً سياسياً في المملكة على الرغم من أنها لم تكن يوما بعيدة عن الازمات عاشت باستمرار وسط الازمات الاقليمية في مقدّمها النزاع العربي- الاسرائيلي الذي في اساسه قضية فلسطين وشعبها الذي وُجد غير طرف عربي يريد المتاجرة به. 

لكنّ الاردن بفضل ما امتلكته من قيادة ومؤسسات استطاعت دائما التعاطي مع هذه الازمات التي انعكست عليها داخليا بشكل سلبي لم يكن في الاردن تصحّر سياسي على العكس من ذلك كان هناك دائما سعي الى ايجاد حياة سياسية تقوم على التنافس بين الاحزاب اكان ذلك في عهد جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه او خليفته جلالة الملك ما يجهله كثيرون أن حلم جلالة الملك حسين رحمه الله كان وحلم جلالة الملك عبدالله الثاني قيام مثل هذه الحياة السياسية الحزبية التي يكون التنافس فيها بين احزاب ذات برامج واضحة وعصرية في الوقت ذاته. 

توجيه جلالة الملك بتخصيص يوم وطني للوفاء والاحتفال بالمحاربين القدامى حمل رسائل ومحاور كثيرة وضع فيها المتقاعدين العسكريين امام مسؤوليتهم ودورهم في تحمل متطلبات المرحلة باعتبارهم شريحة مهمة ولها حضورها واحترامها في المجتمع ما يجعلهم الاكثر تاثيرا والاكثر تأثرا بالقرارات التي يجب ان يشاركوا في صناعتها وقيادة المسيرة وإحداث التغيير الذي يخدم الوطن والمواطن والملك وان اهتمام جلالة الملك يدلل ويعزز اهمية دور المتقاعدين وان مسيرتهم لا تتوقف بل من خلال المشاركة في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.