إليكِ في عيد الحُبّ

 


أنا في الأربعين يا امرأة ..هل يصلح مثلي للحب ..؟ لا يوجد عندي تجارب سابقة في طقوس هذا العيد ..! قضيتُ العمر وأنا أفتّش عن رغيف خبز ..وحين ألتقيه أقدّم له طقوس الاحترام ..وحين أريد أن أمارس طقوس الحب أتذكر بأنه رغيف ولا يجوز ذلك ..لذا أقوم و آخذ منه ( كسرة خبز ) فتصبح الكسرة مؤنثاً بقدرة قادر ..أؤدي لها التحيّة و أعضعضها بأسناني –أيامَ كان عندي أسنان - ..أما الآن ..أمارس البلع فتنزل اللقمة الأنثى إلى معدتي كاملة كما هي ؛غير مهضومة ..!

قلتُ لك في الأربعين ..ولم تجيبي هذا الأربعيني إن كان يصلح للحب ..أم عليه أن يحمل (كسرات خبزه ) لبقيّة العمر ..؟ نفسي ومُنى عيني أحمل وردةً ككل العشّاق ..وأمشي بها وأنا رافعها بيدي ..نعم أمشي بها ..من دوّار الداخليّة إلى سوق الجمعة إلى وسط البلد إلى سوق الحراميّة إلى كراجات المهاجرين و أعدّي على عبدون من هناك ؛ أقاهر بها كل الصبايا ..و البنات يركضن ورائي كمظاهرة راكضة ..و أمرّ بطريقي على الصويفيّة ..!! أريد أن أفعل ذلك وأكثر ؛ ولكن لو فعلتُ ؛ يا فضيحتي عند عرب الشيخ جفّال ..وعرب الشيخ عيب عليك ..!

ألا يستحق الحبّ مثلي ..؟ ألا يستحق استراحة من عناء ( اللاحب) ..؟ كيف أصل إليك وسط ملايين الأعداء ..؟ صدقيني ..ذات يوم سأفعلها ..سأحمل الوردة وأرفعها لفوق ..وأطوف بها كل الشوارع ..وسأصل إليك وأضعها على شعرك الليلكي الطويل ..وسأقول لكل العشّاق الخائبين : لقد وصلتُ لحبيبتي وأهديتها الوردة الحمراء ..فالحريّة أيضاً أنثى ..وتستحق العيد ..ولا عيد للحب قبل عيد الحريّة ..!

حبيبتي : أين أنت الآن بالضبط ..؟ حددي مكانك فالـ( جي بي أس ) لم يستطع ضبط مكانك للآن ..!!