بيض.. «للبيض»

 

 
هناك الآن الكثير من الأخبار التي تخص البيض، منها ما يتصل بارتـــــفــــاع ســـعره أو نقص كمياتــــه، مع قدر من التفاصيل حول ســـعــــر أرض المزرعـــــة، وظهر السيــــارة، وسعر البيــــع للمستهــــلك.
البيض سلعة ذات مكانة خاصة، لا سيما فيما يتصل بالدلالات، ذلك أن مجرد ذكر كلمة "بيض" يدفع الذهن الى مستويات من التفكير تتجاوز البعد الغذائي.
من الأخبار المنشورة نقرأ مثلاً، خبراً عن السماح باستيراد البيض من الكويت، ولكن شركة خاصة تطرح عبر الصحف عطاءً لنقل بيض التفريخ من الأردن الى قطر والدول المجاورة، وتطلب من الشركات المؤهلة لنقل هذا البيض ان تتقدم بعروضها، وهذا يعني أننا في الأردن انتقلنا نهائياً الى مرحلة نفصل فيها بين صنفي البيض: فهناك بيض نرسل به الى الخارج كي يفقس هناك دجاجاً، وبالمقابل نستورد بيضاً لغايات الفقس المحلي بالزيت او السلق بالماء أو شتى صنوف أكل البيض الأخرى.
البيض وحدة قياس اجتماعية، ويكفي أن تصف شخصاً بأنه "بيض"، لكي تشير الى مركزه، لكن هذا الصنف من التراتب الاجتماعي، نشأ في اللحظة التي توقف فيها أو تلاشى انتاج البيض البلدي، بل إنك أحياناً عندما تجد على جوانب الطرق من يبيع البيض زاعماً أنه بلدي فإنك تسأله: بلدي بلدي؟
في موضوع ذي صلة بـ"البيض الكبير" تحديداً، نقرأ إعلاناً لشركة مختصة باستقدام الخادمات تقول أنه يتوفر لديها خادمات تم انتقاؤهن بعناية "على الفرازة".. نعم هكذا حرفياً تقول ان لديها بشر "على الفرازة"، وهو ما يشير الى ان مشكلة البيض الكبير لا تنحصر في ارتفاع سعره، بل أيضاً في انحطاط مستواه.