أخطاء شائعة حول تركيا

 

 
على خلاف ما هو شائع من مظاهر حضارية شرقية مرتبطة بالاتراك، فكل هذه المظاهر خليط من الحضارتين العربية والفارسية والاقوام الاوروبية المهزومة والتي تدفق صناعها وعلماؤها الى اسطنبول..
أما الاتراك فهم يتحدرون من قبائل بدائية مثل قبائل الغز وتفرعاتها السلجوقية والعثمانية.. الخ وبسبب حياتهم البدائية البسيطة اتقنوا القتال وجعلوه حرفة لهم وصاروا نخبة المحاربين في الممالك والامبراطوريات حولهم، فاستعان بهم العرب أيام الخليفة العباسي المعتصم والفاطميون أيام الخليفة العاضد كما استعان بهم السامانيون في بلاد فارس بل إن الدولة الصفوية التي تنسب الى الفرس، خطأ هي دولة تركية متشيعة مثل اذربيجان وغيرها..
ورغم أن الاتراك دخلوا الاسلام ونسب لهم أنهم من أهل السنة والجماعة، إلا أن هذا الوصف ليس دقيقا ولا يزال معظمهم أقرب الى خليط من الاسلام وثقافة الشامانات الوثنية التي كانوا يؤمنون بها ومن الصوفية البكتاتشية التي سبق للسلطات محمود أن طاردها.
ومن الاخطاء الشائعة أيضا حول الاتراك الخلط بين السلطان والخليفة في ألقابهم فهم ليسوا خلفاء، ويذهب المؤرخون الى أن السلطان سليم الاول بعد احتلاله بلاد الشام ومصر بعد معركة مرج دابق 1516 وقتله الحاكم الشرعي لهما، قانصوه الغوري ثم طومان باي وشنقه على باب زويله في القاهرة هو الذي أجبر آخر الخلفاء العباسيين (المتوكل على الله) وكان في القاهرة على التنازل عن الخلافة واحتجازه في اسطنبول..
كما عرف الاتراك بالتشنيع بأعدائهم وهو ما فعلوه مع الفرس بعد معركة جالدران 1514 ومع العرب بعد معركة مرج دابق 1516 ومع غيرهم خاصة باستخدام الخازوق لإعدام خصومهم..
ولم يسلم السلاطين أنفسهم من التصفيات الدموية، فالسلطان سليم مثلا، قتل والده بايزيد وقتل شقيقه احمد، ومثله السلطان سليمان الذي قتل ابنه البكر (مصطفى) في الصراع على السلطة..
ومن المعروف أيضا أن السلاطين والحرس الانكشاري الخاص بهم تبادلوا التصفيات من مقتل السلطان ابراهيم الى قيام السلطان محمود بإبادتهم وهكذا..
وكان من الطبيعي نهاية هذه الدولة الانكشارية مع تفسخ تركيبتها الرجعية والحروب مع جيرانها وثورات الشعوب المستعبدة للتحرر منها (الصرب ثم اليونان والالبان والارمن ثم العرب والاكراد.. الخ).