ضرورات التغيير

في حالة الدول العربية التي استهدفها الربيع العربي، ونجت مؤقتا من الاضطرابات والفوضى فان الحكمة تشي بأن كل ما كان مقدرا له ان يتم تغييره من خلال الحالة الشعبية العنيفة يجب ان يصار الى تغييره بطريقة هادئة، وهو التغيير الناعم المطلوب للخروج من دائرة الاستهداف و الخطر الذي حاق بالمنطقة العربية كلها، ومن اكتوى بلهيب الاوضاع العربية على مدار العامين السابقين، ورأى بعض تجليات الحالة العربية من الخطأ الفادح ان يركن الى عامل الزمن، وزوال دوافع التغيير. وانما الاولى المبادرة الى تغيير السياسات واحداث نقلة نوعية في الهياكل السياسية، والية الحكم ، واعتماد كل مؤشرات التجديد والنهوض بالحالة الشعبية الى مستويات جديدة تفضي الى مستقبل افضل. 

ومن الخطأ الجسيم الابقاء على ألآليات القديمة، وعلى ذات السياسات، والنهج القديم الذي تسبب بتفجر الحالة الشعبية، وعلى الدول ان تشعر مواطنيها انها استجابت لمتطلبات الزمن، وان السلطة اتخذت طابعا شعبيا، وان وجه السلطات قد تغير، ويجب ان تظهر قوى جديدة على المسرح السياسي كي تسهم في قيادة عملية التغيير،وان تفسح المجال لقوى التغيير حماية للوطن، وخوفا من الانكفاء وتفجر الصراعات.

لا مناص من احداث التغيير الناعم الذي ينقل الدولة المستهدفة بالربيع العربي الى حالة آمنة، وذلك مرهون بمستوى الوعي الذي يجب ان تبديه ، وان لا تغرق بالوهم فالمخاطر قائمة، ومن يخفق في احداثه سلميا فسيواجهه بطريقة عنيفة سواء اليوم او غدا.


من الاولى ان تظهر وجوه جديدة في مسرح الحياة العامة ، وان تعطي الفرصة في تقديم البرنامج البديل، والسياسات المرفوضة شعبيا يجب تجنبها، والاستماع لصوت الشارع ، وتبلور مطالبه في السياسات الجديدة التي يمكن لها ان تضفي صيغة من الهدوء، والاستقرار في الداخل الوطني. 


اما ابقاء القديم على قدمه، واعتماد ذات السياسات،وعدم التخلي عن النهج المخالف لآمال وتطلعات الناس فهو بمثابة الابقاء على صاعق التفجير قابلا للعمل، وذلك يشي بالمغامرة والتطرف واستبعاد الحكمة في السياسة التي هي مخها ومنتجها الاول.