مصر تقترب من الانقلاب العسكري

 

 
في عام 1952 وقبل نجاح الضباط الأحرار بقيادة جمال عبدالناصر الإمساك بزمام السلطة، عاشت مصر ظروفا مشابهة لما تعيشه اليوم:-
1 - فلتان أمني واسع كان عنوانه حريق القاهرة الكبير وانتعاش ظاهرة الفتوات والبلطجية والحرافيش..
2 - الدور الخطر لشبكات التجسس والاغتيال اليهودية التي استمر دورها بعد الثورة عبر ما عرف بفضيحة لافون (استهداف مراكز أجنبية ونسب تفجيرها وتدميرها للثورة).
3 - اتساع الدور الأمني الإخواني بقيادة ما يعرف " الجهاز الخاص" .
4 - تخبط القوى السياسية وعلى رأسها حزب الوفد وجماعة الإخوان والتيار الشيوعي وعجزها عن بناء جبهة شعبية تقود البلاد إلى ديمقراطية حقيقية.
5 - الأزمة الاقتصادية والمالية.
6 - القلق العام على مصير البلد وخاصة بعد قيام دولة العدو الصهيوني وتهديداتها لمصر ودورها في استنزافها في أزمات متواصلة.
7 - الاتفاقية المذلة مع الاستعمار البريطاني حول مصر عموما وقناة السويس خصوصا.
فإذا ما قارنا هذا المشهد مع ما تشهده مصر حاليا وجدنا ما يلي:
1 - فلتان أمني بلا حدود، وعجز الدولة عن تأمين الحد الأدنى من الحماية الأمنية للمواطنين.
2 - نشاط واسع للموساد يتمثل في إعلانات القاهرة بين الحين والحين عن إلقاء القبض على شبكات لهذا الموساد.
3 - أزمة القوى السياسية المختلفة وعجزها منفردة أو مجتمعة عن تقديم بدائل تقود إلى بر الأمان
4 - تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية، بل وقيام الحكم الإخواني بوضع مصر مجددا تحت هيمنة ووصاية البنك الدولي.
5 - وعلى غرار الاتفاقية المصرية - البريطانية فلم تتمكن مصر من التحرر من اتفاقية كامب ديفيد، بل إن الحكم الإخواني كرس هذه الاتفاقية.
كل هذه العوامل والمعطيات، في خدمة مناخات محلية قد تدفع الجيش إلى واجهة الأحداث والسلطة، وهي مناخات تتأرجح بين سيناريوهين: الأول، حالة تذكرنا بالتجربة الباكستانية والتجربة التركية السابقة عندما كان العسكر يتدخلون في الأزمات العامة، ويقبضون على السلطة بضوء أخضر أمريكي ثم ينسحب لصالح (اللعبة الديمقراطية)، أما السيناريو الثاني وهو الأضعف فيفترض تحالفا وطنيا بين التيارات الشعبية وأوساط عسكرية أقرب إلى هذه التيارات..