ومضات وخربشات



أخبار البلد

منذ فترة من الزّمن ونحن ننتظر خروج مجلس النّواب السّابع عشر ، وننتظر رؤية من نثق بهم تحت قبّة الرّقابة والتّشريع ، ونتأمل الوصول من خلاله إلى حكومات برلمانية تغدو أفضل من سابقاتها ، فهذا هو الأمل ، والوصول إليه أمر محتمل ، وازدياد الوضع سوءا أمر وارد ولكنّه محذوف لأننا أصحاب للطموح ، وأهل للتحدي والوصول . 

إنّ الثقة بين الحاكم والمحكوم والسّائل والمسؤول أمر لربما حاليا مزعزع عند البعض ، فلماذا لا نجسّد الأفعال بما وصلت إليه الأقوال ، ونعيد النّظر في الخلافات للوصول إلى توافق شبيه بالتّام ، فمن حقّ الجميع أن يرى العدل ويلمس في واقعه الأمان . 

المشكلة ليست في وطن وجد فوق الأرض وتحت السّماء ، ولكنّ الخلل بمن كان عاقّا لوالديه ، فلم يحافظ عليهما ، ولم يحسن رعايتهما ، وتكاسل في تحسين أوضاعهما ، فوصلا إلى حالة التّرهل ، فأصبحا في السقم موضوعين ، وفي العناية المركزة موجودين ، فإمّا تدّخل صحيح لتحسين أحوالهما أو توقف دون الإزدياد في سوئهما والانحدار في أوضاعهما ، فالمحافظة على القليل خير من فقدان الكثير . 

وهكذا الوطن ، فإن أردت فعل الخير فيه فامض دون توقّف ، وأمّا إن أردت فتنة وشرّ يحتويه فتوقف وتأمّل وفكّر وتدبر ، فإنّها نار حامية لهيبها يحرق جلود المخربين والسّارقين والطامعين ، وماء عذب يروي الظمأ للخيرين و الطيّبين والمصلحين . 

في كلّ الأوقات وجد المخرّب الهادم والمشيّد الباني ، صاحب الأمل والطّموح وصاحب اليأس والتّراجع ، فهناك البياض وأيضا السّواد ، فلا نعمّم في فقدان أصحاب القلوب البيضاء ، ننتظرهم الآن فهل يظهرون ، لأنّنا رأينا الخراب حتى دمعت أعيننا وفاض دمعنا ، فقد حان الوقت للمضي قدما بما نريد ، ويبقى الأمل فيكم أنّكم تبحثون عن مصلحة الوطن ، ولكن لن ينتظر الوطن أكثر فقد انتظر طويلا وسمع كثيرا وحان الوقت ليرى تغييرا في الأسلوب ، ويشاهد الإعمار دون فساد في بعض القلوب على الرّغم من أنّه أمر طبيعي في هذا الوجود ولكن لكلّ شيء حدود ، هي ومضات وخربشات ولكنّها لأصحاب العقول دواء ، فهل من متدبّر يعي ما أقول ، وهل من سقيم يسعى للشّفاء .