الحكومة تقتطع 30 دونماً من «البحوث الزراعية» لتوسعة مخيم البقعة


أخبار البلد-وافق مجلس الوزراء على اقتطاع 30 دونماً من مركز البحوث والإرشاد الزراعي في شارع جرش عمان، لغايات توسعة طريق مخيم البقعة.
وعرضت وزارة الزراعة أمهات الزيتون الموجودة في محطة الحسين التي تضم أنواعاً ممتازة -هي: نبالي محسن، ونبالي وتركي وتلمساني- للبيع في مزاد علني على الراغبين في الشراء لثاني مرة، بعد أن وافقت وزارة الزراعة على اقتلاع 1500 من أمهات أشجار الزيتون المعمرة وأعمارها بين 20 و50، على الرغم من رفض لجنة متخصصة إزالة هذه الأشجار من جذورها؛ لأنها أمهات الزيتون في الأردن.
وجاءت خطوة الاستيلاء على أراض جديدة من مركز البحوث الزراعي ضمن سلسلة محاولات جرت في السنوات الماضية للاستحواذ على أراضي المحطة ومساحتها 212 دونماً، التي اقتطع منها 70 دونما وقص منها 1200 شجرة حرجية، وبقي منها نحو 140 دون فقط، والبقية ما زالت مهددة.
وذكرت مصادر مطلعة في حديث لـ»السبيل» أن طلب دائرة الشؤون الفلسطينية إزالة هذه الأشجار بغرض توسعة المخيم، سبق أن رفضه وزيرا الزراعة السابقان مزاحم المحيسن ومازن الخصاونة؛ على اعتبار أن هذه الأشجار تعد ثروة وطنية، وأضافت: «هناك أرض بديلة تناهز 30 دونماً قريبة من الموقع يمكن الاستفادة منها؛ لغرض توسعة المخيم دون المساس بأراضي المركز».
بالإضافة إلى أن هناك لجنة أولية مشكلة في وزارة الزراعة لدراسة طلب دائرة الشؤون الفلسطينية، رفضت الموافقة على إزالة أشجار الزيتون، وتتكون اللجنة من: مدير الحراج محمد الشرمان، ومستشارة الوزير ماري بحدوشة. وعللت اللجنة قرارها بكون المحطة المصدر الوحيد لأمهات الزيتون، وجميع المساحات مستغلة بالكامل بالمباني والأشجار، ولا يوجد فيها مساحات فارغة تلبي حاجة الدائرة لتوسعة مخيم البقعة.
وجاءت الإجراءات في خلع أمهات الزيتون رغم أن وزارة الزراعة أكدت سابقا أن هناك خطوات فنية لازمة لنقل أشجار زيتون تابعة لمحطة الحسين الزراعية، والمحاذية لمخيم البقعة، وليس إزالتها وعرضها للبيع.
وبينما أشارت مصادر وزارة الزراعة إلى أن اللجنة الفنية لم ترفض إزالة هذه الأشجار، وأن مبررات الإزالة تعود إلى عدة إبعاد، أهمها أن موضوع توسعة تقاطعات مخيم البقعة من داخله ومخارجه بحاجة إلى توسعة الطرقات لتسهيل الخدمات، وخاصة بالقرب من مستشفى الحسين، وتأمين حركة مرورية مرنه وسهلة لأهالي المخيم.
وبخصوص عقل الزيتون التي قيل إنه قد قضي عليها، أكدت الوزارة أن هناك عقلا في محطة مشتل الحسين كافية لإنتاج اشتال زيتون من خلال مشتل الفيصل الزراعي، تكفي لتزويد خارج وداخل المملكة.
من جهته، انتقد مستشار وزير الزراعة المهندس رائد العدوان إزالة أمهات الزيتون لتوسعة مخيم البقعة التي تعتبر كارثة، وان وقع الخبر كان له وقع الصاعقة على المزارعين والمهتمين بالعمل الزراعي، قائلاً إن إزالة أمهات الزيتون سيؤدي إلى تدمير هذه الثروة.
وبين العدوان أنه عندما طرح الموضوع في موتمر صحفي لمرات، أشارت مصادر وزارة الزراعة إلى أنه سيجري نقلاً، ولكن يجري إتلافها، واليوم ثبيت عدم إمكانية نقلها، وتراث الأردن يعرض للمزاد العلني!
وقال إن إنتاج هذه الأشجار من الأشتال يصدر إلى اليمن وسورية ودول عربية أخرى؛ وبالتالي فإن الثروة الوطنية من الزيتون أصبحت مهددة بشكل جدي، خصوصا مع ازدياد حاجة آلاف المزارعين إلى الأشتال.
من جهته، استنكر موسى الساكت رئيس جمعية مصدري الزيون السابق الإجراءات التي تعتزم الوزارة تنفيذها، حيال أشجار الزيتون في منطقة مخيم البقعة، وقال إن هذه الإجراءات تعد صدمة للقطاع الزراعي، و»بخاصة أننا بحاجة إلى زراعة الزيتون، وهذه الأصول يعتمد عليها لإكثار إنتاج الزيتون في الأردن، وبسببها ازداد الإنتاج في السنوات الأخيرة حتى أصبح الأردن من الدول المتقدمة، وإن هناك الآلاف من العائلات تعمل في هذا القطاع في ظل ظروف قاسية من المعيشة، لاسيما في المناطق الريفية».
وأضاف الساكت أن الدعوة موجة للجميع لإيقاف هذا القرار الخطير، مبينا أن قيمة الاستثمارات في قطاع الزيتون -زراعة وتصنيعا وتجارة- نحو مليار دينار، وهذه المساحة تعادل نحو 72 بالمئة.
ويعتبر مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين الأكبر في الأردن، ويبلغ عدد سكانه نحو 200 ألف نسمة، ويتبع إداريا لبلدية عين الباشا التابعة لمحافظة البلقاء.
يذكر أن قطاع الزيتون شهد تطورا خلال المدة من 1990-2010، شمل توسعاً متزايداً في المساحة قدر بنحو 204 في المئة، ويعمل في قطاع الزيتون زهاء 85 ألف مزارع، ويعد الأردن ثامن دولة منتجة لزيت الزيتون على مستوى العالم (نحو 17 مليون شجرة)، ونحو 84 في المئة من هذه الأشجار هي أشجار منتجة.