الاعلام والحرب النفسية الشرسة بين اعلام الاستعمار والاعلام العميل !!!!!!!!



لاشك ان الحروب التي تخوضها الجيوش لايمكن ان يكتب لها النصر اذا ماسبقها وصاحبها حرب نفسية تستمر قبل الحرب وتمتد حتى بعدها بفترة لتوطيد الانتصار وهزيمة الخصم , فالحرب النفسية هي المحرك الرئيس للاضطرابات بالبلدان التي تخوض الحروب , فحجم الاعلام يعطي مؤشرا قويا للتصميم من قبل احد الاطراف على تحقيق النصر بساحة المعركة , ولكن مبدأ الحرب النفسية وماتصاحبها من مؤثرات ووسائل اعلام اضحى هذه الايام عبارة عن السلاح الفتاك للبطش والتدمير , فبالرجوع للماضي القريب نلاحظ ان الكيان الصهيوني على سبيل الحصر مثلا كان يركز على النهج الاعلامي بدرجة كبيرة جدا عندما يخطط لضربة عسكرية او احتلال او اجتياح ماء , بحيث يتم تقسيم الهجمة الاعلامية الى ثلاثة محاور رئيسية اولها للمجتمع المحلي وثانيها للخصم والثالثة لاعلام الحلفاء وباقي دول العالم , فتلك المنظومة الثلاثية تشكل العمود الفقري لسياسته الاعلامية الحربية , فمن خلالها يتصور الخصم ان الحرب قائمة لامحالة وان جهود الوساطة مصيرها الفشل والتوقف , و ان ماتحوية هذه الهجمة الاعلامية من دسائس ومكائد حقيقية وذلك من خلال الترويج لسياسة العدو ضمن وسائل الاعلام العميلة , واما بالنسبة للدولة التي تخطط لشن الحرب واعلامها الموجه لشعبها وجيشها يصورون الخصم على انه العدو الساخط والهمجي الذي يتزعم راية الهلاك والقتل والتدير مما يولد ويزيد الروح العدائية لدى الجندي والمواطن ويتم تصورها على انها قصة بقاء , واما الرسالة الاعلامية للحلفاء وباقي الدول يكون المغزى الرئيسي منها هو تضخيم السلبيات وتصوير العدو على انه عدوا للانسانية وراعي للارهاب والدكتاتورية ومنتهك لحقوق الانسان بشكل تام , فاسرائيل العنصرية تتبع هذه الاساليب منذ فترة طويلة ومازالت تتخذها كاداة رئيسية قبل شن الحرب او اي ضربة عسكرية للدول العربية المحيطة بها او اي دولة بالاقليم , فقديما كان يقال ان الحرب الاعلامية النفسية هي جزء رئيسي من اي حرب تقوم بها الدول , اما اليوم فاصبحت الحرب الاعلامية تشكل هيكلية الحرب برمتها من خلال وسائل الاعلام والصحافة وبعض الفضائيات العميلة , وكمثال على ذلك ما فعلته اسرائيل قبل ضرب غزة وتدمير بنيتها التحتية فقد صورت حركة المقاومة الاسلامية وفصائل الجهاد الفلسطيني على انهم دعاة حرب وارهاب , وان الشعب الفلسطيني هناك شعب لايؤمن بالسلام وان الشعب الاسرائيلي مغلوب على امره اذا ما وضع حدا لطموح المقاومة الفلسطينية والقضاء عليها , وما يؤسفنا نحن العرب ان ما ينقل هذة السموم الاعلامية هي صحافتنا وفضائياتنا التي لاتميز بين النهج العدائي الصهيوني وما تخبئه وسائل اعلامهم الشريرة وكأن اعلامنا مسخر لتنفيذ سياسات الصهيونية بكل مكان , وكامثلة حية على الحرب الاعلامية الشرسة بهذا الزمان ما نشهدة من تغيير سريع لبعض الانظمة العربية تحت ما يسمى بالربيع العربي , فالاعلام الغربي الصهيوني اخذ على عاتقه من خلال وسائله بالمنطقة العربية من بعض الفضائيات المسمومة والكتاب الاعلاميين المأجورين على اشعال البيئة المجتمعية العربية بنداءات الاعلام الرخيصة لتفتيت الانظمة وزعزعت استقرارها مما مهد الطريق لثورات مازالت نتائجها مبهمة , فصورت النظام السيء على انه اداة بيد الاستعمار كما وصورت مطالب بعض الفئات بالتحرر على انها الصفات العامة للشعوب وتناست بذات الوقت دورها بالتصحيح ومعالجة العيوب والحفاظ على مقدرات البلدان والاوطان , مما مهد الطريق للتدخلات الخارجية ذات الصبغة العنصرية واعادة التحكم بمستقبل الشعوب العربية عن طريق ادامة مبدأ الولاية والوصاية لاجل غير معروف !!!!!!!! وما يؤسفنا كعرب ان نرى وسائل اعلامنا التي كنا نأمل من خلالها التقويم والتصحيح وتقويم المسارات للانظمة ان تتحول الى العراب الوحيد للحرب النفسية الاستعمارية الصهيونية !!!!!!!!! ولكن املنا مازال قائما بأن تعود مؤسساتنا الاعلامية لدورها الريادي الذي نتأملها ان تحتذية مستقبلا لتكون بصف اوطانها بعيدة عن رغبات وطموح اعدائنا واعدائها !!!!!!!!!!