من بيته من زجاج لايحذف الناس



قديما قالوا ان من بيته من زجاج لايحذف الناس بالحجارة واليوم يقولون من لايتق الله بالناس فالله حسبه وهذا حالنا اليوم مع الاعلام وبعض الكتاب والصحف والمواقع فقد
قلت في مقاله سابقة ان التهويل والتشكيك اصبحت سمات راسخة في الحياه العامه للاردنيين وانها خلقت حاله من غياب الثقة والمصداقية كان ابرز نتائجها حاله اللامبالاه والانسحاب من الحياه العامه وتراجع وتقهقر في الاداء العام للدوله بكل مكوناتها الاهلية والرسمية كل هذا اجده وسيله لاخفاء عورات البعض وعيوبهم وتعليق عجزهم وفشلهم على شماعةواليوم نجد انفسنا
واليوم نعيش مرحله هي اشبه ماتكون بمرحله تصفيه الحسابات ومرحله صحوه شياطين الشر حماكم الله منها ومن شرورها وحماني واستغلال الظروف عند بعض الموتورين والمهزومينواصحاب المنافع والمصالح والمكاسب ،وقد صحت شهوة الانتقام واستشرت الشائعات حتى تناسوا انفسهم مثلما تناسوا دينهم ومبادئهم
وكثرت الأضاليل وتفاقم الظلم وانتشرت الأمراض الأخلاقية التي من شأنها إعلال المجتمع وتمزيق لحمته وتخريب نسيجه القيمي والفكريه إلا أنّه ليس من الطبيعي ولا من المنطقي أن نكون فريسة لهؤلاء الفسقة الذين لايروق لهم رؤية شجرة مثمرة لأنهم تعوّدوا على التصحّر واليباس والغبار وتآخوا مع العقارب والأفاعيوالعناكب السامه فامتزج سمّهم بسمّها حتى أصبحوا أكثر سمية وفتكاً وقتلاً.
من هنا نستطيع القول بأننا مطالبون في هذا الوقت وأكثر من أي وقت مضى بالتصدي للظُلّام وردّهم إلى جحورهم خائبين مدحورين والاستماع إلى الأصوات المنصفة المنبثقة عن العقول المتزنة والضمائر السليمة حتى ولو كانت تلامس بعض الجروح التي لانحبّ ملامستها وإفساح المجال لها لتدلي بدلوها الذي لاأعتقد أن فيه غير الخير والمحبة للوطن، وليكن شعارنا دائماً «نعم للنقد ولا وألف لا للظلم والظالمين
نعم اننا لسنا ضد الكتابه ولسنا ضد النقد الموضوعي الامين لقناعتنا بدوره الفعّال في مكافحة الفساد وتسليط الضوء على منابعه وتعرية رموزه، وليقيننا بأنّ الكمال لله وليس للبشر، ولكننا ضد الظلم والتجريح وإلصاق التهم جزافاً بمن لانحب أو بمن لايحقق مصالحنا الخاصة ويلبي طلباتنا المخالفة للقوانين والأنظمة، وإذا كان النقد حاجة ملحة لتطوير عملنا وتصحيح أخطائنا وترشيد سلوكنا، فإن الظلم عرقلة للعمل، وتشويه للحقيقة، وتشجيع للفساد،وإفشاء للرذيلة، وانتهاك صارخ للكرامة، واستخفاف كبير بالأخلاق والقيم النبيله
وللأسف إن بعض الناس لايميزون بين حقهم المشروع في النقد وبين إطلاق العنان لنزواتهم وأهوائهم وأحياناً أحقادهم وتلبيس الحق بالباطل والباطل بالحق، مما يفتح المجال واسعاً أمام الشائعات الكاذبة التي تسري في المجتمع كالنار في الهشيم، غير أن النار يمكن حصرها وإطفاؤها بوقت قصير، أما الشائعة فقد تحتاج إلى سنين طوال لتكذيبها والتخلص من آثارها الهدامة التي لاتطال شخصاً بعينه فقط وإنما تلاحق أبناءه وأهله وأصدقاءه جيلاً بعد جيل. الأمر الذي يحتّم علينا جميعاً الصدق والأمانة في مقاربة أي موضوع والنظر إليه بعين الناقد لابعين الظالم وبالضمير الحي لا بالضمير المتجمد في ثلاجة الهوى أو المدفون في قبر الانتقام. لأنّ الناقد ينظر إلى الكأس بنصفيها، أما الظالم لايرى إلاالنصف الذي يرضي غروره وكذبه ونفاقه.‏