يد الفساد



أريد أن ابكي

وكما يقال عيب أن يبكي الرجل
ولكني مع هذا أريد أن ابكي
أريد ذلك الصمت أن يتفجر
وذلك السكون أن يتكسر
قلبي متعب من ذلك السكوت
ويريد كسر ذلك الصمود
فلو كان صمودي في بقائي
برغم أني في الحقيقة ولا حقيقة
فهل هو الخوف من كلمة ( فاسد) ؟
أم هو الخوف من المجهول؟
فهو لم يعلم بل ويتناسى –ذلك المسؤول-
ماجلبه لنفسه من ألم ولغيره من عذاب
..بفساده ونسيان المسؤوليه ..
فلم يميزه إلا الغرور ونقص الضمير وفقدان الشعور
فضميره اختفى وكذب واعتلا
وانحدر إلى أسوأ مستوى السلوك
أم هل تفتخر وتستند إلى أن هناك من هو يدافع عنك؟

أم هو تملك الجبروت؟
سئمت ذلك الخضوع
وسئمت أن أسألك وأنا أيضا في النهاية هو من له المردود
بل وسئمت دور السائل الامجاب
وسئمت ذلك الصبر ومللت طول الانتظار و القعود
بل صعبت علي و ضاعت مني نفسي

وكان تمسكي بك إنما هو وفاء للوعود (اطيعوا الولي الامر منكم)
فقد خفت منه وبدأ يقلقني شعوري أنني مجرد مواطن في وقتك الراحل المفسود
وأنك كاذب في كل ما بحت و أصدرت من وعود
ليتك كنت يوما صادقا فيما وعدت لكن

حتى وإن صدقت

, فإن ذلك لن يمحي من داخلي شكي في كذبك المعهود

فقد كنت أريد أن افجر فيك صرخات الالم بأقصى درجات الرعود
و أن أرى دموع عينيك تبكي على ما اقترفت يداك من فساد
بل وأريد أن أرى ذلك الخوف في عينيك عند سؤوالك ماذا فعلت في منصبك
فأنا أريدك أن تتألم وليتك تعرف ما هو شعور الإحساس بالألم فتتألم
مثلما أشعر عند محاولة العوده الى عائلتي دون طريق كأنني أغيب عن الوجود
أحيانا يعجبني كذبك علينا ..بغيابك و نكرانك للوعود
ليسهل لي ما سافعل وينقضي كل الموعود
ولأنه ربما يجعل قلبك رحيما حين تراني محاولا العوده الى منزلي أو موتي في ذلك الوادي العميق
ربما يكسر موتي تلك القسوة بداخلك و ذلك الجبروت

ولكن للأسف كيف لي أن أرى دموعك المنهمرة بالجحود
أعلم أنني أقتل روحي لكي أرى جزءا من وفائك الممقوت