أمطار غزيرة في المحافظات والسيول تجرف جسرا حديديا
أخبار البلد
شهدت العديد من محافظات المملكة امس أمطارا غزيرة، وخاصة في الكرك والطفيلة واربد ومناطق الاغوار الشمالية احدثت اضرارا، كان اعنفها في محافظة العقبة حيث ادت السيول الجارفة الى انهيار الجسر الحديدي الذي تم تركيبه قبل عدة أيام في منطقة الشامية، والذي اعدّ كحل مؤقت لمنع عزل سكان الشامية والبالغ عددهم 5 الاف نسمة عن مدينة العقبة.
وعملت سلطة العقبة الخاصة بالتعاون مع المؤسسات المعنية لنقل المواطنين الذين تقطعت بهم السبل وعزلتهم السيول بواسطة آليات ثقيلة قادرة على العبور عبر السيول الجارفة التي تتشكل في أعالي الجبال المحيطة بالعقبة ومن الصحراء الممتدة بين تبوك في المملكة العربية السعودية والاردن.
وقد حاصرت السيول الجارفة ايضا عددا من السياح، اضافة الى معلمين لدى خروجهم من احدى المدارس في منطقة الرابية في العقبة، مما اضطرهم للعودة الى المدرسة والبقاء فيها لفترة من الوقت حتى تمكنت طواقم الدفاع المدني من انقاذهم.
وأعلن رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور كامل محادين ان السلطة ستعمد إلى فتح باب التحقيق حول الاجراءات التي تمت سابقا عند إنشاء قناة وادي اليتم المخصصة لتصريف المياه القادمة من المناطق المحيطة بالعقبة وجعلتها غير قادرة على الوفاء بمتطلبات إنشائها. وأكد محادين أن هناك تقصيرا حدث في السنوات السابقة لمعالجة الأمر، خاصة في مراحل إنشاء القناة الخاصة بتسيير مجرى السيل بشكل هندسي يمنع حدوث انهيارات في الطرق المؤدية إلى المنطقة، التي تعد حاليا من أكبر التجمعات السكانية في العقبة، مشيرا الى ان كافة الاجهزة قامت بتقديم المساعدة لكل من عزلتهم السيول خاصة كبار السن والأطفال والموظفين العائدين من أعمالهم. وأثنى محادين على جهود كوادر سلطة المنطقة الخاصة وشركة التطوير والدفاع المدني والقوات المسلحة الأردنية ومختلف الأجهزة الأمنية والمدنية، مطالبا المواطنين في منطقة الشامية بالتريث ريثما يتم الانتهاء من تنفيذ العطاءات الخاصة، والتي تنهي المشكلة والى الأبد ببناء جسور في المنطقة متوقعا الانتهاء منها كاملة مع حلول الأول من تموز (يوليو) المقبل.
وطالبت النائب تمام الرياطي بمحاسبة كافة المسؤولين السابقين في سلطة العقبة الخاصة على "تقصيرهم الواضح في حماية المواطنين في منطقة الشامية من اخطار السيول والانجرافات".
وكانت مدينة العقبة شهدت سيولاً منذ بداية العام الحالي أثارت تخوفات المسؤولين من حدوث فيضانات تؤدي الى وقوع خسائر مادية وبشرية كالتي حدثت في الآونة الأخيرة وأسفرت عن وفاة مواطنين وخسائر مادية تقدر بثلاثة ملايين دينار.
إلى ذلك تساقطت الامطار الرعدية بغزارة منذ ساعات صباح أمس في مختلف مناطق محافظة الكرك والطفيلة وامتد الهطل المطري ليشمل المناطق المحيطة في المحافظتين.
وتسببت مياه الامطار الغزيرة بتشكل السيول في أغلب الاودية في محافظة الكرك، وأدت إلى تشكل البرك في غالبية المناطق، وخصوصا في مناطق لواء القصر والمزار الجنوبي والثنية، في حين شهدت مناطق الطريق الصحراوي رياحا شديدة وتساقطا متقطعا للامطار.
وقال مدير الدفاع المدني في الكرك المقدم عبدالهادي الصرايرة إن فرق وكوادر الدفاع المدني في المحافظة وضعت على أهبة الاستعداد للتعامل مع كافة حالات الطوارئ المحتملة اثناء المنخفض الجوي، مشيرا الى عدم وقوع اية حودث متعلقة بالمنخفض الجوي.
وكانت مناطق الجنوب المختلفة قد شهدت أمس حالة من الرياح الشديدة.
وعلى صعيد متصل اكد مدير زراعة محافظة الكرك المهندس احمد المدادحة ان كميات الامطار التي تساقطت على مختلف انحاء المحافظة حتى هذا الوقت، تجاوزت المعدل العام في مثل هذا الوقت بكثير.
واكد أن كميات الامطار التي هطلت ستساهم في تحسن الموسم الزراعي في المناطق الغربية والشرقية من المحافظة التي تزرع فيها المحاصيل الحقلية من القمح والشعير والمحاصيل الاخرى، خصوصا اذا ما تواصل هطول الامطار وعلى فترات.
وفي الأغوار الشمالية في محافظة اربد أدت السيول المتدفقة الى جرف الطريقين المؤديين إلى منطقة حي الرياحنة السكانية ما عزلها عن منطقة المشارع، واضطر اهالي المنطقة الى دخول الوادي والعبور منه لقضاء وشراء احتياجاتهم اليومية بحسب بعض من المواطنين. واكد المواطنون أن المياه أدت الى هبوط الجسر الذي كان ممرا حيويا لاهالي الحي، حيث يعبر عشرات طلبة المدارس كل يوم منه للوصول الى مدارسهم التى تقع في منطقة المشارع المحاذية للحي، كما أن أهالي الحي يقومون بالعبور منه للوصول الى الشارع الرئيسي أو الاماكن الاخرى من البقالات والخدمات العامة.
واكد أهالي الحي تقاعس الجهات المعنية عن ايجاد حل لمعاناة الطلبة وخصوصا الصغار منهم بسبب عبورهم من الوادي والذي يعتبر منطقة غير امنة بسبب انتشار الكلاب الضالة والحيوانات الزاحفة، ناهيك عن وجود بعض من أصحاب الاسبقيات الامنية.
وطالبوا الجهات المعنية بصيانه الطريق المؤدي لمنطقة المشارع حفاظا على الطلبة وعلى اهالي الحي.
واكد المواطن حلمي الرياحنة ان حالة من القلق والخوف يعيشها كل يوم بسبب عبور ابنائه من ذلك الوادي خوفا عليهم من السيول والمياه الجارفة في حال الذهاب الى المدارس او الذهاب لشراء الاحتياجات اليومية من الخبز والخضراوات. في الوقت الذي اكد فيه مصدر من سلطة وادي الاردن في اللواء ان المديرية ستعمل على صيانة الجسر خلال الفترة المقبلة، الا ان الظروف الجوية التى يشهدها اللواء حالت دون تنفيذ ذلك.