الأردن محرجه.....شطحات تاريخية اردنية

بنظرة عابره لبدايات القرن الماضي فقد كان لمجتمعنا علامات بارزة تجعل منه مجتمع عادي جداً ،وليس فيه ما يستحق من شوفانية اليوم التي تلمع بنا وكأننا عراق الأمس او مصر السلف،فمجتمع برمته ومن اقصاه الى ادناه،يشترك في صفات وسبل عيش القرية وسذاجة اهلها وطيبة انفسهم،ولا ادري بناءاً على اي ارضية يخيل للبعض بأن الأردن كانت اثينا واليوم هي روما!!،
فمثلاً الفلاح هناك بمنجله وبيدره،وسائق بالقرب منه دابته وخرجه، ولم يكن اي منهم ثورياً بل كان الهاجس ان يحمي بيدره وان تكون فرسه بحال جيد،وبالجوار ابناء حضر أخرون ينهلون من الكتاتيب والبارع منهم يجتاز الكفاءة والعبقري يباغت المترك وينال درجته، وطبعا كطلاب يسكنون تلك القرية فما عرفوا شيئاً عن منشورات مصطفى كامل ،ولا عن نضال سعد زغلول لأن الإنجليز على سبيل المثال كانوا حكومة تسيير الأعمال،فما كان لهم من الثورة والنضال شيء،وطبعا ليس عيب فيهم او تقصير يحسب عليهم بل لأن الوضع كان اعتيادي جداً، وكانت وظائف هذه النخبة تكمن في قرأة المكاتيب الواردة من الخارج والصحف المهربة من مصر مثل الأستاذ والوقائع واللواء والوادي او من الشام مثل مرآة الأحوال او النفير من فلسطين، وقراءت الصحف المهربه كانت حديث كبار السن وما يفعله هتلر وستالين وما يحدث حولهم،وعلى صعيد القصر في تلك الفترة فقد كانت السياسة فقد في البلاط والحديث عن الملك فقط بالبلاط والمعارضين والموالين فقط في البلاط،وحتى ان الحكم والنفوذ الحكومي كان فقط في البلاط، وكان القصر والنخبة التي تشرب الشاي فيه ينتنظرون نتائج الحرب العالمية ليعرفوا ما سيكون،وهذا ما قبل الخمسينيات حتى تأسيس الإمارة العملاقة، وفي الخمسينات كان انتظار المنتظر حتى يكبر و في الستينات كان النهوض لمحاولة البناء والدعاية والإعلان للوطن الجديد، وفي السبعينات كان الإنتظار لأخذ موقف ومعالجة الشرخ الخطير الذي اصابنا،وفي الثمانينات كانت منعطفات سياسية خطيرة وارتباطات وفك ارتباطات وشطحات وهبات شعبية وانسام عليلة،وفي التسعينات تخبط من نوع جديد وديمقراطية عرفية ومنعطفات جديدة واتفاقيات رنانه، والألفية الثانية تحولات دون التحول ومواثيق واقتصاديات لم ترينا النور ولا ابقتنا في الظلام،وشعارات رائعة، هذا ما كان على حد ما قرأت وسمعت وناظرت ..... وماذا نرجوا من تلك الحقبة وما سيكون بعدها وبعد ما نحن فيه... وهدبتلي شماغ لحمر ..