الباشا والبراشوت

يعرف الباشا عبدالهادي المجالي جيداَ من يحاول ضرب مسيرة حزبه وإنقاص وجوده في الحياة السياسية الأردنية عموماَ وتمثيله برلمانياً خصوصاً ولكنه قد يعلم أو لايعلم أن هناك أسباباَ أخرى تقف وراء فشل الحزب الذريع من تحقيق نتائج طيبة في الإنتخابات الأخيرة 2013 منها :-
- عدم قناعة الطبقات الفقيرة والمتوسطة بشخوص الحزب وهم بأغلبهم من حملة ألقاب المعالي والباشوية وأنزلهم الباشا على الشعب بالبراشوتات في قائمة الحزب العامة ( أو الوطنية ).
- عدم تغلغل الحزب في نشاطات مؤسسات المجتمع المدني ، فهو حزب فوقي لايوجد له تمثيل مؤثر في النقابات المهنية والعمالية والمنتديات الثقافية والجمعيات الخيرية.
- لم يسجل الحزب ملاحظات ذات قيمة في قضايا الأردنيين والتى عانوا منها خلال العامين الماضيين ، فلم يتدخل في الحراكات السياسية والمطلبية ولم يدن عملية القمع في دوار الداخلية في 25 أذار الشهيرة أو ساحة النخيل وغيرهما ، كما لم يصدر بياناَ واحداً يفضح فيه الفساد والذي إكتوى بنيران نتائجه شعبنا .
- غياب الحزب عن قضايا إنسانية كبيرة وذات أبعاد إجتماعية مثل حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب وتراجع الأردن عالمياً في سلم الشفافية والحريات ومنها الصحفية.
- ذاكرة الأردنيين الحية التى لاتنسى ولا تغفل عن الربط بين أشخاص الحزب وممارسات أقاربهم وأعضاء أسرهم لها علاقة بقضايا فساد يهتف الحراكيون أسبوعيا لإدانتها ومحاكمتها مثل مشروع سكن كريم.
- موسمية الحزب ، فهو لايظهر إلى العلن إلا وقت الإنتخابات النيابية تحديداَ ، فلا توجد له لقاءات جماهيرية دورية ولاتصدر له بيانات في القضايا الملحة أو حتى لافتات تهنئة بالأعياد الدينية والوطنية كما يفعل حزب الوسط الإسلامي مثلاً.
- حزب التيار الوطني هو حزب الباشا والباشا هو الحزب ، فخلال مرضه وسفر علاجه غاب الحزب تماماً عن المشهد السياسي.
لا نغفل ونتفق مع الحزب أنه مستهدف ولا يراد له أن يكون رقماَ مؤثراً في البرلمان ولكنه ليس وحده بهذا الإبتلاء ، فلا توجد إرادة سياسية داعمة لوجود قوى سياسية ذات وزن يمكن لها أن تؤسس لحياة حزبية أو كتل قوية تفرض إرادتها أو برامجها وتكون مركز إتخاذ قرار مؤثر تختلف عن مراكز القرار التقليدية في بلادنا ولنا في جبهة العمل الإسلامي شاهداَ، فقانون الإنتخاب والذي هو جوهر الإصلاح المنشود يتقدم ببطء شديد ويهدف ينسخته الأخيرة إلى شرذمة القوى السياسية والأحزاب والعشائر والمناطق. فالمطلوب من الباشا أن لايغضب ويعود عن قراراته وأن يأخذ هو وحزبه ما سبق ذكره والطريق غير السهل أمامه طويل ، أما غير ذلك فإن الحزب في طريقه للأفول.

أحمد توفيق العبادي