انتشار الأمراض في سوريا مع تزايد عدد المصابين ونقص الأدوية

أخبار البلد- قالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إن الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه الملوثة تنتشر في سوريا مما يعقد مشاكل المستشفيات التي تعاني من نقص شديد في الادوية والاطباء بعد نحو عامين من القتال.
وقالت المنظمة إن أدوية تنتجها مصانع في مناطق تسيطر عليها المعارضة نفدت لدى وزارة الصحة مما يجعلها غير قادرة على مساعدة الاعداد المتزايدة من ضحايا الحروق والمدنيين الجرحى في وحدات الرعاية المركزة.

وأضافت أن هذا مع افتراض قدرة المرضى على الوصول للعلاج أصلا. وتابعت تقول ان كثيرا من الجراحين هربوا وأغلق كثير من المستشفيات كما أن معظم عربات الاسعاف إما لحقت بها أضرار أو يستخدمها الجانبان كوسيلة سرية لنقل المقاتلين.

وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية اليزابيث هوف في بيان صحفي بشأن الوضع الصحي المتدهور على الارض "أكبر ما يدعونا للقلق هو انهيار شبكات المياه والصرف الصحي وزياد الأمراض التي تنقلها المياه".

وقالت عبر الهاتف من دمشق إن تقارير وردت عن اصابات بالالتهاب الكبدي الوبائي (ايه) الذي يمكن أن يسبب أوبئة في حلب وادلب حيث يحتدم القتال وفي بعض الملاجيء المكتظة بالنازحين في العاصمة.

واضطرت منظمات المساعدات للبدء في استخدام بدائل لتنقية المياه لان استيراد غاز الكلور محظور خوفا من استخدامه كسلاح كيماوي.

وقالت المتحدثة باسم صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ماريكسي ميركادو في نفس الافادة الصحفية ان الصندوق بدأ في استيراد هيبوكلوريت الصوديوم الذي يستخدم في تنقية المياه عن طريق الاردن يوم الاحد.

وأضافت هوف "المشكلة هي ان غاز الكلور مادة كيماوية يمكن ان تضر السكان اذا لم تستخدم بطريقة سليمة".

والقتال الشديد بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضين الذين يحاولون الإطاحة به يمكن أن يؤدي إلى زيادة عدد من يحتاجون إلى مساعدة عاجلة والبالغ عددهم الآن أربعة ملايين في سوريا علاوة على مليونين من النازحين أيضا.

وقال ينس لايركي المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في الافادة الصحفية "الأزمة الانسانية الكارثية تواصل التدهور".

وأضاف "نعمل في الغالب من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وهذا لا يعني اننا لا نعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. خطوط الجبهة تتغير والوضع مائع".

وقالت هوف إنها يمكنها رؤية الدخان الاسود يتصاعد من كل ركن في دمشق. وأضافت "ريف دمشق الذي يسكنه أربعة ملايين نسمة متورط بشدة في الصراع".

وتابعت تقول إنها زارت مستشفى للحروق في العاصمة يستقبل مرضى من أنحاء البلاد. وأضافت "توجد أعداد هائلة من المرضى الآن ولذلك اضطروا لفتح قسم جديد لأن الحروق تؤثر على السكان المدنيين".

وقالت "هذه الانفجارات تصيب المناطق المزدحمة بالسكان. تصاب أعداد كبيرة من الاطفال والنساء بحروق خطيرة".

لكن هوف قالت ان الحكومة لا يمكنها الوصول إلى مصنع في حلب ينتج المصل الذي يساعد في علاج مثل هؤلاء المرضى لان الطريق يخضع لسيطرة المعارضة. وطلبت وزارة الصحة 150 الف وحدة مصل من منظمة الصحة العالمية.

وقالت هوف "المصنع به المصل الضروري للعمليات وللجرحى لكن لا يمكنهم الوصول اليه لأن المعارضة تسيطر بالكامل على ثلاثة كيلومترات من الطريق بين المصنع والمدينة".

وأضافت أن طائرات حربية سورية تحمل جرعات امصال ضد الحصبة وشلل الاطفال تعرضت لاطلاق نار الاسبوع الماضي في حلب.

وأضافت "لذلك نحاول الآن معرفة كيف يمكننا إعداد قافلة والتفاوض ايضا مع المعارضة لمحاولة ادخالها ليس فقط للمستشفيات العامة وانما ايضا للمنظمات غير الحكومية".

وقالت هوف إن أكثر من نصف المستشفيات العامة في سوريا لحقت بها أضرار وأكثر من الثلث خارج الخدمة. ومعظم الجراحين في حمص غادروا المحافظة.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أضرارا لحقت بنحو 78 في المئة من سيارات الإسعاف في سوريا وأن أكثر من نصفها خارج الخدمة. لكن هوف قالت إنه مع إساءة طرفي الصراع استخدام عربات الاسعاف لنقل المقاتلين لم يعد بوسع المنظمة تقديم عربات جديدة.