بالصور ..مدرسة الربة الثانوية خارج التغطية الحكومية .. منفى تأديبي ومبنى آيل للسقوط ومستقبل دراسي مجهول !

أخبار البلد - الكرك - حمزة المجالي

في مشهد تعليمي كارثي، تعيش أعرق مدارس محافظة الكرك في بلدة الربّة واقع دراسي يقرب من السجن او المنفى اكثر منه كبيئة دراسية، حيث تحوي مدرسة الربة الثانوية الشاملة للبنين والتي تم انشاؤها قبل نحو قرن تحو 450 طالبا للمرحلتين الأساسي والثانوي، حالة تعليمية مزرية وخارج تغطية وزارة التربية والتعليم على ما يبدو .

طلبة المدرسة ليسوا جميعا من ابناء المنطقة، حيث تتواجد مجموعة كبيرة من الطلبة ممن تم نقلهم عشوائيا وبشكل جائر ، وحرمانهم من الاستفادة من المدارس القريبة من منازلهم، الامر الذي يعد  من احد المشاكل التي يعاني منها اهل البلدة، حيث تعتبر المدرسة مركزية بين مدارس اللواء، كمبرر لنقل الطلبة إليها ودون اي دراسة او منهجية، بل وبجرة  قلم من مسؤول .

اللافت في الخبر بأن عمليات تنقل الطلبة الى هذه المدرسة يجيء كعقاب لهم، الامر الذي يتم التعامل معها كسجن او منفى، حيث يتم نقل الطلبة المخالفين او ممن سجلت بحقهم مخالفات دراسية تقتضي العقاب فيتم نقلهم الى سجن ومنفى مدرسة الربة الثانوية الشاملة للبنين .

الاهالي من جانبهم يرون في تلك الاوضاع التي يعيشها ابناؤهم الطلبة بأنها السبب الرئيسي في تردي وتدني مستواهم التعليمي، حيث افتقاد البيئة الدراسية في اقل اشكالها، منوهين الى الاكتظاظ المريع الذي يعيشه الطلبة داخل الفصول الدراسية، حيث يتراكم في الصف الواحد اكثر من 40 طالبا، ويضيف الاهالي بأن هناك اقسام منها ايلة للسقوط بفعل قدمها، ولا تجدي عملية الترميم لها ما يهدد حياة الطلبة.

في حين تخلو الغرف الصفية من اي ترتيب او نظام وتخلو من اي ستائر والبعض منها دون  مقاعد دراسية وأخرى لا تصلح ان يجلس عيلها الطلاب ، وفي الاجواء المناخية العاصفة لا وسائل تدفئة بالمطلق ، يزيد في ذلك البيئة دائمة الرطوبة للمبنى  بسبب عدم نفاد الشمس من جانبها الاخر بسبب وجود اشجار كثيفة حول نوافدها القديمة وابوابها الحديدية المتآكلة بفعل الصدء.

الاستاذ  هشام سليمان المجالي( ابو طلال)، أكد في تصريحاته لـ أخبار البلد ان قانون وزارة التربية وتعليم يمنع فيه اختلاط او وجود طلاب الثانوية العامة مع طلاب الاساسي، لكن هذا القانون لا ينطبق على مدرسة الربة الثانوية حيث تزدحم شعبها من الصف السابع الاساسي الى الصف الثاني ثانوي ، مؤكدا حسب علمه وجود مساحة من الارض تتجاوز العشر دونمات في فناء المدرسة الخلفي تابعة للمدرسة، الامر الذي يتوجب استثماره في امكانية وزارة التربية باستحداث مبنى لطلاب الصفوف الاساسي فيها حتى تمكن من عزلهم عن طلبة الثانوي كما يقتضي القانون، وتجنب الاكتظاظ فيما بينهم خلال الفسحة بين الحصص الدراسية حيث تراهم يتجمعون امام المقصف بصورة تهدد حياة الطلبة الصغار .

وعن المقصف، فانه لا يعدو ان يكون عبارة عن غرفة رطبة مظلمة باردة، لا تصلح لتخزين المواد التي يتم بيعها للطلبة، في حين يلجأ طلبة الثانوي الى الاسواق الخارجية لشراء وجباتهم، فيقومون بالهروب من المدرسة من خلال القفز على اسوارها .

أما عن مرافق المياه ودورات المياه، فهي بحاله يرثى لها حيث تقبع في مباني خارج نطاق الصفوف وهي مختلطه بين الفئات العمرية من الطلبة الكبار والصغار،كما انه لا يوجد مصدر حقيقي وصحي لشرب الماء اذ لا تتوافر المياه اغلب الفصل الدراسي، بسبب انقطاعها المتكرر خاصة في فصل الصيف .


وناشد الاهالي وزارة التربية بأن يصار الى تشكيل لجنة من قبل قسم الاستملاك في وزارة التربية والتعليم للاطلاع على واقع مدرسة الربة الثانوية الشاملة للبنين، ليصار الى انصاف الطلبة، وحل مشكلة التعامل معها كمنفى او سجن، وان يصار الى استحداث مبنى لمدرسة لطلبة الصفوف الاساسية، واقتصار استقطابها للطلبة من المناطق والقرى القريبة منها مثل الياروت ودمنه والروضه فقط ، وهو الامر الذي يستوجب ازاءه اعادة النظر في سياسة  نقل الطلبة تاديبا اليها على حساب طلبتها ومستقبلهم الدراسي .

ويظل السؤال الاكبر والاخطر، لماذا يتم التعامل مع مدارس وزارة التربية والتعليم في المحافظات البعيدة كأنها خارج الجغرافيا الحكومية الاردنية .. واين هي جولات وزير التتربية والتعليم التفقدية لمثل هذه السجون والمنافي التعليمية ؟؟