لأنك تملكه



للطريق مسارات قد تكون صائبة إذا أوصلتنا للهدف ، وللأمنيات طموح إذا مضى معها الأمل ، وللإنجازات أفعال لإتمام البنيان وللوصول إلى المبتغى والمقتدر ، حاجة ملّحة لوجوده ، وفائدة عظيمة لاسترجاعه ، والتفكير فيه سلوك قويم ، والاستمرار به إذا كان على صواب أمر جميل ، والتّراجع عن فعله إن كان على خطأ أمر زاهر مضيء .

هل الضّمير في الخيال موجود ، أم أنّه أمر مستلزم للوجود ، لا يمكن التعميم فهو جزء من المصير ، ولكن افتقده الكثيرين فأصبحوا في أمر عقيم ، وتمسّك به ثلّة فساروا على نهج مستقيم .

حياتنا مليئة بالأفعال القويمة ، ولكن لا بدّ من شوائب اخترقت وجودنا وأفعالنا ، فلا كمال مطلق كما أنّ إرضاء الجميع غاية لن تدرك ، ولكن لكلّ أمر ضوابط وقيود ، ولا بدّ من وجود الحدود ، فالصّواب يتطلّب منّا المسير على نهج صحيح وطريق قويم دون تحريف وتضليل .

فهناك دلائل تشير ، وضمير لنجعله حاضرا في أفعالنا ، ننتصر فيه على أهوائنا ، ونصل به إلى ضالتنا ، وننجو من خلاله إلى حيث الرّاحة والأمان ، وإلى حيث وجد الانتصار .

رغم الشّوائب والعيوب ، ورغم الغرق والتّراجع في بعض الأمور ، تبقى لمسة للأمل موجودة على الدّرب موضوعة ، ويستمر العطاء بالعمل حتى انقضاء الأجل، فلا تراجع عن خير أردناه ، فالمنظومة تستمرّ بالمسير حتى لو حدث لأحدهم الرّحيل .

وطننا ليس بحاجة إلى فاسدين وسارقين ، فهو مليء بالمنافقين ، ورغم ذلك سيبقى هناك شعاع منير ، وسيستمرّ عطاء الطيّبين الخيّرين ، فلا تقل " هي وقفت عليّ " لأنّك جزء فاعل ولست بالشيء القليل ، فهل تمتلك الضّمير ؟!