سوريا المستهدفة

أخبار البلد

سواء صدقنا دمشق ، أن غارة يوم 30/1/2013 الإسرائيلية ، تمت لمركز أبحاث قرب قرية « جمراية» ، أو قبلنا معلومات المعارضة المسلحة ، أن القصف الإسرائيلي إستهدف قافلة صواريخ مهربة لحزب الله قرب قرية « يعفور « ، فالحقيقة الفاقعة أن الإستهداف الإسرائيلي هو لسوريا ولجيشها ، ولضرب قدرتها على المواجهة ، والحقيقة الثانية أن قدرة الرد السورية ، غائبة ومفقودة ، ذلك لأن الأولويات مسخرة لدى طرفي الصراع السوري ، لتصفية أحدهما للأخر ، وأن العدو الواحد المشترك الذي يحتل أراضي الجولان ، لا مجال لمواجهته ، وهو المستفيد من تدمير وخراب الوطن السوري على أيدي السوريين ، وأن النظام مهما بدا ليناً مع الإسرائيليين ، فإن مشاريعه مهما بدت متواضعة لمواجهة العدو المحتل ، فهي مستهدفة من قبل إسرائيل ، وهذا ما حصل فعلياً في عملية الغارة الإسرائيلية على الأراضي السورية . 

ثمة من لا يريدنا أن نرى ، وأن لا نسمع ، أن يهود براك كان حاضراً في مؤتمر الأمن في جنيف ، وهو يوزع إبتساماته على المدعوين لمناقشة مستقبل سوريا ، وكان مزهواً بما فعلت قواته على الأراضي السورية ، وربما وجد الإستحسان لما فعل ، تأكيداً من جانبه عن كيفية مشاركة إسرائيل في توفير الأمن لمستقبل سوريا الواعد .

وثمة من يحدثنا عن رفض الحوار مع بشار الأسد ، لأن أياديه ملطخة بدماء السوريين ، وكأن المعارضة المسلحة وتفجيراتها ضد الأحياء والمدنيين عبر السيارات المفخخة ، تمت على أيادي معطرة بماء الورد الدمشقي الجذاب ، وليس بدماء السوريين الأبرياء ، والواقع أن الحال من بعضه ، فكلاهما يوجه ضربات تحت الحزام ، ويرتكب الأثام بحق الأخر ، وبحق شعبه المعذب بهذا الصراع الدموي .

لقد فشل النظام في تصفية المعارضة ، مثلما فشلت المعارضة في إسقاط النظام ، بعد رحلة عذاب طويلة دفع ثمنها الشعب السوري وحده على أيدي الطرفين ، وكلاهما يتحمل مسؤولية ما جرى ولا يزال ، وها هو التدخل الدولي يعمل لفرض صيغة تسوية شبيهة لما جرى في اليمن ، بينهما .

مشاركة الإسرائيليين ، في مؤتمر جنيف ، لبحث مستقبل سوريا ، يتم عبر تضليل متعمد ، وكأن تل أبيب حمل وديع ، تسعى لتوفير الأمن والسلام للشعب السوري ، وكأنها ليست أهم أسباب الصراع والقتل والجوع في عالمنا العربي ، وكانت أهم أسباب ثبات الديكتاتوريات العربية ، وهي أحد دوافع ثورة الربيع العربي ، ضد الظلم والإستبداد ، ولكنها مع الأسف تقف في طليعة المستفيدين من نتائج الربيع العربي بعد تدمير قدرات الموقف العربي وإستهدافاته كما حصل في مصر وليبيا ومن قبلهما في العراق وكما يحصل الأن في سوريا ، وها هو يهود براك المشارك في مؤتمر جنيف يثبت ذلك !! .

بقلم حمادة فراعنة