في حالات جديدة: طعن فتاة بعد اغتصابها واستئصال رحم أخرى في ميدان التحرير




بينما ينشغل الساسة المصريون بالصراع على السلطة، وفيما تشتعل الأوضاع في الكثير من المدن، وقع نحو 23 حالة اغتصاب جماعي لفتيات في ميدان التحرير خلال يومي 25 و26 كانون الثاني (يناير) الماضي.

فقد كشفت ناشطة حقوقية لـ”إيلاف” عن تفاصيل مروعة في تعرض الفتيات للإغتصاب الجماعي، مشددة على ضرورة أن يتنبه السياسيون وأعضاء الأحزاب إلى تشكيل مجموعات لحماية النساء أثناء الفعاليات الإحتجاجية، في ظل تزايد ظاهرة الإغتصاب الجماعي في ميدان التحرير والمنطقة المحيطة به.

وقالت الدكتورة داليا عبد الحميد، مديرة البرنامج النوعي الإجتماعي وحقوق النساء في المبادرة المصرية للدفاع عن الحقوق الشخصية، لـ”إيلاف” إن منظمات نسائية إستطاعت توثيق 19 حالة اغتصاب جماعي بحق نساء وفتيات في ميدان التحرير، خلال إحياء الذكرى الثانية للثورة.

وأشارت إلى أن المجموعات الميدانية التي تعمل لحماية النساء أثناء الإحتجاجات، ومنها حركة "قوة ضد التحرش والإعتداءات الجنسية”، و”شفت تحرش”، تلقت عشرات البلاغات بشأن تعرض فتيات ونساء للتحرش والإغتصاب الجماعي في ميدان التحرير.
ولفتت عبد الحميد إلى أن تلك المجموعات استطاعت التدخل لإنقاذ بعض الضحايا، وتقديم الدعم الصحي والإجتماعي للضحايا، فيما فشلت في إنقاذ كثيرات.

ونبهت عبد الحميد إلى أن حالات الإعتداء الجنسي تقع في أطراف ميدان التحرير، "فالجناة عادة ما يشكلون حلقة حول الضحية، ويبدأون عملية التحرش بها واستدراجها خارج الميدان، بعد أن يقسموا الأدوار في ما بينهم”.
تضيف: "يتولى البعض عملية استدراج الضحية والإنقضاض عليها، بينما تتولى مجموعة أخرى منهم عملية خداع الجماهير أو من يحاول إنقاذ الضحية، عبر إيهامهم بأن تلك الفتاة من الفلول وأنها تشتم شباب الثورة، أو أنها سارقة أو أنها تبيع المخدرات، أو تحمل حول وسطها حزاما ناسفا، فينفض الناس من حولها، ولا يستمعون إلى استغاثاتها، وفي حالة إصرار بعض الشباب على إنقاذها، يتم التعدي عليهم بالأسلحة البيضاء”.

وقد تم توثيق أقسى حالات الإنتهاك، ترويها عبد الحميد وهي تتنهد بحرقة. تقول: "استطعت توثيق حالتين، هما الأقسى والأبشع على الإطلاق، الحالة الأولى لفتاة تعرضت للإغتصاب بوحشية، ثم طعنها الجناة بسكين في فتحة المهبل، والفتاة تصارع الموت في أحد المستشفيات”.

أما الحالة الثانية، فهي لفتاة تعرضت للإغتصاب بوحشية أيضًا على أيدي العديد من الأشخاص، وتركوها في حالة غيبوبة. وقالت عبد الحميد إن تلك الفتاة خضعت لعملية جراحية لاستئصال رحمها، وهي ترقد في أحد المستشفيات أيضًا في حالة سيئة للغاية.