في عيد ميلاد ملك وشموخ وطن




أحيي جميع أبناء الوطن الشرفاء صورة الأردن المشرقة والذخر والسند بأطيب تحية وأزجي إليهم أصدق التهاني وأحر التبريكات بمناسبة حلول الذكرى الحادية والخمسين لعيد ميلاد قائد مسيرتنا وباني وطننا رمز وحدتنا ومعقل أمننا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى حفظه الله وأعز ملكه ورعاه رافعين اكف الدعاء إلى العلي القدير بان يحفظ الأردن وشعبه من كل الحاقدين والمتآمرين والعابثين وأن يديم على جلالته للوطن وأبنائه الرمز والمرجع والأمل مؤكدين العهد والقسم أن نبقى الجند الأوفياء للوطن والقيادة نذود عنه بالمهج والأرواح ويهون في سبيل كل ذرة تراب من أرضه الغالية كل غال ونفيس

على أعتاب العزة والمجد يزهو الوطن والشعب بحلة قشيبة ملئوها الفخار والولاء والوفاء لقيادتنا الهاشمية الملهمة الحكيمة في صورة فريدة رائعة من التجانس والالتقاء والانصهار مابين القيادة والشعب تشكلت فيها وحدنا الوطنية العمود الفقري والروح النابضة بالحياة أملا وعملا لبناء الأردن الأنموذج في إنسانه وكيانه تحرس حياضه سواعد العز من أبناء الجيش العربي البواسل وتسهر على أمنه واستقراره عيون الأجهزة الأمنية اليقظة وترعى تقدمه وازدهاره الأيدي الوفية والقلوب المخلصة التي حملت في وجدانها وضميرها كل حرص على وجوده وخيره ومستقبل أجياله

واليوم تلتقي نفوس الأردنيين الصادقة الصافية لتحتفي بهذه الذكرى العطرة بكل ما تعني وتخمل هذه المناسبة الغالية من معاني الوفاء والولاء للعرش الهاشمي المفدى والملك الإنسان الذي نذر نفسه جنديا عربيا هاشميا من أجل بناء وطنه ومجده وذودا عن امته ودينه انسجاماً مع مبادئ الثورة العربية الكبرى الماجدة التي فجرها الهاشميون في بطحاء مكة من أجل وحدة العرب وعزة كرامتهم واستقلالهم لنفاخر الدنيا ونفتخر بما حققته قيادتنا بوعي وحكمة ووسطية جعلت من الأردن واحة للأمن والاستقرار وملجأ للحرية والأحرار

إننا ونحن في ذروة احتفالنا هذا نستذكر الانجازات العظيمة التي تحققت على يدي جلالته في مختلف المجالات والتي لا يتسع المجال لذكرها وتشكل نقاط خير مضيئة في تاريخ الوطن والتي جعلت من الأردن الحديث دولةً ديمقراطيه عصرية لها منزله عاليه في مصاف الدول المتقدمة لما تتمتع به من أمن وأمان وطمأنينة وما للفكر الهاشمي النبيل الذي يتبناه جلالة الملك في مختلف المحافل الدولية تأثير كبير انعكس إيجابا على مختلف القضايا العربية والإسلامية وعلى تهيئة مفاعيل الثقة والاحترام للأردن وأبنائه في مختلف الميادين والبلدان

أن الفرح الأردني الخالص ثقة ومحبة بعيد ميلاد الملك وشموخ الوطن الملك الشاب الذي عمل منذ تسلمه سلطاته الدستورية على السير بخطى حثيثة ومخلصة للنهوض بالأردن في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وإشاعة الأمن والرفاه في ربوع الوطن

ورغم الإمكانات المحدودة والجغرافية الصعبة والمحيط المضطرب إلا أن الأردن العربي الأبي كان دوما غنيا بعزة نفسه وكرامة أبنائه الذين ارتقوا بهمة وصبر ذرى العلياء والمجد في مختلف المجالات وعلى مختلف الصعد حتى غدا الأردن مهوى أفئدة كل أبناء المعمورة لما يتمتع به هذا من مميزات تمثلت جلها في حكمة قياديه واعتدال سياسته واتزان مواقفه وحسن وفادته وكرم شعبه وروحه الإنسانية العالية إضافة إلى المناخ الاستثماري الوافر الذي فتح آفاقه جلالته على مدار السنوات بفضل نظرته الثاقبة للمستقبل بما يعود بالنفع والخير على مختلف المواطنين و على مختلف ساحات الوطن وانه ليحضرني في هذا المقام مقولة جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه عندما انعم الله عليه بمولودٍ اسماه عبد الله تيمناً بعبد الله بن الحسين الأول طيب الله ثراه وانه قد نذره للأردن ولأمته العربية والإسلامية وكان يرى فيه الخير الكبير لامته وقد صدقت فراسته بعبد الله فهاهو يواصل الليل بالنهار ليرتقي بالأردن إلى مصاف الدول المتقدمة ويعمل على إحداث نقلة نوعية وتنمية شمولية متكاملة للحاق بركب التقدم والحضارة بسماتها التكنولوجية والفنية الحديثة

لقد استطاع جلالة الملك بسعيه الدؤوب وإيمانه الراسخ بتطوير مسيرة التنمية السياسية والديمقراطية وتدعم المشاركة ألشعبيه والخيار الحر المستقل والارتقاء بمستوى الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية في الأرياف والبوادي والحضر والأخذ بيد المرأة الأردنية وضمان مشاركتها بكافة المسؤوليات والمهام ومتابعة احتياجات الطفولة وإبلاء الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة جل اهتمامه وإنسانيته وتواضعه وهو يضم إلى صدره طفل يتيم أو عجوز صاحبة حاجة بقلب مفعم بالحنان والرحمة صورة قلما تشاهدها من حاكم في هذا العالم

ولم ينسى جلالته وهو يصنع للأردن المجد والعليا قضايا أمته العربية والإسلامية في العراق وفلسطين والسودان سوريا ومساهماته القيمة مع كافة دول العالم لإخراج ألامة من مأزقها وانقسامها وان المتابع لجلالته وهو ينافح في مختلف المحافل الدولية يدافع عن حمى الإسلام ويفند الأكاذيب والأقاويل التي تسيء لهذا الدين العظيم ولا غرابه في ذلك فجده المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم منقذ هذه الأمة من دياجير ألظلمه والظالمات الى نور العلم والهداية وجده الحسين بن علي طيب الله ثراه مفجر الثورة العربية الكبرى وجده جلالة الملك عبدا لله طيب الله ثراه مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية وجده جلالة الملك طلال بن عبدا لله طيب الله ثراه واضع دستورنا ومؤسس الحياة الديمقراطية ووالده الراحل العظيم جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه باني الأردن الحديث ولذلك أنبرى جلالته لوضع أسس رسالة عمان بمضامينها الأخلاقية والدينية وفق منهج ألحكمه والموعظة الحسنه والاعتدال والوسطية بعيداً عن الغلوا وفحش القول لينزه الإسلام عما لحق به نتيجة ممارسات من يدعون الإسلام وينكلون بالناس قتل وتدمير


حيث كان الهاشميين وسيبقون بإذن الله على الدوام ومدار الزمان قناديل عز تنير درب الأمة نهتدي بوعيهم وحكمتهم ونسير على خطاهم المباركة ونستذكر تضحياتهم العظيمة لنشر رسالة العدل والمساواة والتقدم والارتقاء والنهوض وسيبقى الهاشميين الذين خلقوا حملة رايات وطلائع مجد لامتهم وبطولات ينادونا دائماً بالوحدة ورص الصفوف والحرية والحياة الفضلى وستبقى رايتهم الخالدة بمعانيها وقيمها النبيلة شامخةً يحميها ويصونها الرجال المخلصون الأوفياء الذين نذروا أنفسهم لقضايا هذا الأمة

ونحن في غمرة ابتهاجنا بهذه الذكرى الغالية نتوجه إلى العلي القدير أن يحفظ الأردن من كل سوء وأن يديم نعمة الأمن والأمان في ربوعه وأن يتحقق للأمتين العربية والإسلامية ما تصبوا إليه وأن ينعم الباري على عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بموفور الصحة والعافية وان يديمه لأُمته الإسلامية ليواصل مسيرة الهاشميون في إعلاء كلمة الإسلام الناصعة السمحة

وان هذه المناسبة المباركة والتي تذكرنا بالتضحيات الجسام لآل هاشم عبر القرون والتي نشرت رسالة العدل والمساواة والمثل العليا والمستمدة من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وقد وهب جلالته منذ توليه سلطاته الدستورية لشعبة الوفي ولأمته العربية والإسلامية جهده ونبضه وعرقه وخلاصة فكره محققاً انجازات عظيمة لا تحصى وخلال فتره قياسيه محدودة من عمر الزمان والأوطان

وفي الختام وبهذه المناسبة العزيزة على قلوب الأردنيين جميعاً والتي نعبر من خلالها عن مدى الحب والوفاء لقائد المسيرة الهاشمية والانتماء لثرى الأردن العزيز الغالي مرة أخرى نرفع إلى مقام سيد البلاد حضرة صاحب الجلالة والأسرة الهاشمية الكريمة والشعب الأردني العزيز أسمى آيات التهنئة والتبريك سائلين من الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة على وطننا وشعبنا ومليكنا وقد تحققت أمانينا بوعينا ووحدتنا وصدق ولائنا والتفافنا حول قيادتنا ومستقبل حياتنا

وكل عام والوطن والملك والأسرة الأردنية بألف خير

mahdmublat@gmail.com