انتهى الدرس يا غبــي




حالة من الترقب وعدم الارتياح يمر بها الشعب الأردني بعد مسرحية الانتخابات النيابية السوداء وما شابهها من عمليات تزوير لإرادة الشعب حتى النسبة البسيطة التي صدقت الممثلين الذين يتعاقبون على الدوار الرابع ويؤدون نفس الأدوار انتهت اللعبة وخلص الدرس وعدنا للمربع الأول لا إصلاح ولا تغير ولكن فساد ومحاولة تدجين الشعب ولا أعلم على ماذا يركن النظام غير القبضة الأمنية التي لو كانت تجدي ما سقط زين الشيالين في تونس ولا حسني مبارك في مصر ويبدو أن هناك قوة متنفذة وشد عكسي تسعى لتدمير الوطن حتى تضمن مصالحها ولو كان ذلك على حساب الوطن ومصير أبناءه وحتى وجوده .
هذه المسرحية السوداء ألمسماه بالانتخابات النيابية سيكون لها الدور الأكبر في تحريك كل حزب الكنبة كما يقول إخواننا المصريين أي الغالبية العظمى الصامتة من الشعب وهم يرون أن الكثير من الأعضاء الذين طردوا من المجالس النيابية السابقة بالحل يعودوا اليوم عبر الشباك ومن خلف ظهر الشعب ، لا أحد ينّظر بأن هؤلاء من أفرزهم الشعب ولكن أفرزتهم القوانين إياها المختصة بالانتخاب ، الوجوه نفس الوجوه بل أن بعضهم عاد ككتل أسموها قوائم وبقوة ، ترى من هي القائمة العتيدة التي حصلت على أعلى الأصوات والتي ليس لها دعم وحضور إلا من حكومة الظل إياها التي كان لها الدور الأكبر في فرز النتائج وإعلانها .
إن هذا المجلس الذي كلف بعض المرشحين ما يمكن أن يشغل مئات العاطلين عن العمل وقد دفعوا ومستعدين للدفع حتى يضمنوا بعدهم عن أي محاسبة وان كان حتى الآن لا يوجد محاسبة إلا لثلاثة أو أربعة لصوص اثنين منهم من حكومة الظل وواحد يدعي الاحتماء بعلية القوم وبالتالي لا يوجد محاسبة وعلى الشعب وقواه الحية أن تثور من أجل كرامتها وإنسانيتها المهدورة فهل يعقل أن أحد المرشحين في الدائرة الثالثة في عمان طرح في نداءاته التي نشرتها صحيفة النظام الرسمية أسماء محافظات في دولة عربية شقيقة تحت الاحتلال حيث دعا أبناءها أن ينتخبوه بالله عليكم هل يعقل ذلك أين نحن وأين نسير ، بدل من التركيز على وحدة الوطن ومحاربة فكرة الوطن البديل الصهيونية هذه الانتخابات هي مهزلة العصر حيث أنها السلم للوصول لهذا الشخص وأمثاله رغم أن المشاركة بها لا تتجاوز 15% من جموع الأردنيين ، وقد شاهد الجميع طيلة أيام المسرحية السوداء المقرات الانتخابية شبه فارغة ولا يكاد يتواجد بأكثرها مائة شخص وبعض أصحاب المقرات من رجال الأعمال والمال والمتنفذين جعلوه مكانا للسبيل لإطعام عباد الله المحتاجين .
بهذه المهزلة انكشف المستور وعندما يقدم بعض رؤساء القوائم استقالاتهم بعد أن شاهدوا كم التزوير وتلك قصة الدكتورة رلى الحروب التي كانت تتوقع فوزا ساحقا لقائمتها ولكن جاءت النتيجة معاكسة بعد التأخير وضياع أصوات واختفاء صناديق رغم كل النسبة المشاركة التي لم تتجاوز 15% وتم رفعها كما هي العادة من قبل جماعة نزيهة وشريفة ، وربما بعد تصويت أصحاب القبور والعسكريين وووو الخ .
هذه المسرحية أعطت المعارضين الشرفاء دليلا قاطعا على عدم جدية النظام بالإصلاح وأن المقاطعين كانوا محقين أي كانت توجهاتهم كما أن هذه المهزلة للأسف أعطت المتربصين في الوطن أرضا خصبة للإرهاب وقول الحق الذي يراد به باطل وأسال رئيس السلطة عبد الله النسور هل أنت مرتاح الضمير لهذه المهزلة .
رحم الله الشيخة نزيهة وشقيقتها شريفة وحفظ الله وطننا وشعبنا فان ما نراه لا يبشر بالخير ولا يدل على أي نية للإصلاح والتغير حيث حكومات غاية صلاحياتها تقديم وتأخير الساعة ، إلى أين الوطن لا نعلم ولكن ما نراه طريقا مجهولا تحيط به المخاطر من كل الاتجاهات ، وكان الله بالعون .