القوات الإسرائيلية تمنع نشطاء فلسطينيين من اقامة قرية جديدة

اخبار البلد
اطلقت قوات الجيش الاسرائيلي يوم السبت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز لمنع نشطاء فلسطينيين من اقامة قرية من الخيام على جبل يبعد مئات الأمتار عن مستوطنة براخا المقامة على اراض قرية بورين.

وقال عاهد الخواجا الناشط في اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان لرويترز "اخترنا قرية بورين هذه المرة لإقامة قرية جديدة على اراضيها لمواجهة الزحف الاستيطاني الذي تتعرض له."

واضاف " استخدم جنود الاحتلال كل وسائل العنف من اطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز ورش وجوه المتظاهرين بالفلفل لإجبارهم على مغادرة المكان."

واطلق النشطاء على قريتهم (باب المناطير) (نسبة الى الناطور الذي كان يحرس الأرض)التي حاولوا اقامتها بعد ايام من صدور تحقيق للأمم المتحدة يطالب اسرائيل بسحب المستوطنين اليهود من الضفة الغربية.

واوضح الخواجا "بالتاكيد حصلنا على دفعة قوية من تقرير الأمم المتحدة ولكن التقارير وحدها لا تكفي يجب ان نواصل العمل على الأرض."

وتمثل قربة بورين التي تبعد 8 كليومترات الى الجنوب من مدينة نابلس نموذجا للصراع الدائر على الأرض بين الفلسطينيين والمستوطنين الذين شاركوا يوم السبت في ابعاد النشطاء عن المكان الذي تم اختياره لإقامة قرية جديدة عليه.

وقال جمال زبن (52 عاما) من سكان قرية بورين بينما كانت تدور مواجهات بالحجارة بين المواطنين والمستوطنين على اطراف القرية "منذ الثمانينات يعمل المستوطنون على الاستيلاء على اراضينا."

واضاف "لقد اقاموا مستوطنة ايتسهار من الجنوب وبراخا من الشمال وبدأتا الزحف على اراضينا."

وشهدت اطراف القرية اشتباكات بالحجارة بين عشرات المستوطنين الملثمين وسكان القرية الذين وجه اليهم نداء عبر مكبرات صوت احد المساجد بالتوجه الى المكان للدفاع عن احد منازلها الذي يتعرض لهجوم من المستوطنين.

وبدا طفل لا يتجاوز العاشرة من عمرهم فخورا وهو يخبر والده انه وشباب القرية نجحوا في طرد المستوطنين وابعادهم عن المنزل وقال "رغم انهم على ارض اعلى الا اننا استطعنا طردهم."

وحضرت قوات كبيرة من الأمن الاسرائيلي وبدأت باطلاق قنابل الغاز بكثافة صوب المواطنين الذي احتشدوا في الجهة المقابلة للمستوطنين.

ويتهم سكان القرية الجيش بتوفير الحماية للمستوطنين المسلحين. وقال مروان النجار وهو في العقد الخامس من عمره واب لخمسة اولاد "كما ترى فان الجيش يحميهم."

واضاف "لو ترك الأمر بيننا وبين المستوطنيين لطردناهم من كل الارض فاذا كان لديهم السلاح فنحن لدينا الارادة."

وتابع قائلا "كما تشاهد انهم يتمددون خارج المستوطنة فقد اقاموا بيوتا متنقلة خارجها سيتم تحويلها الى بيوت دائمة."

وجاء في التقرير الصادر عن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة الذي قادته القاضية الفرنسية كرستين شانيت "تعتقد البعثة ان الدافع وراء هذا العنف والترهيب ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم هو ابعاد السكان المحليين عن اراضيهم والسماح بتوسيع المستوطنات."

ويرى سكان قرية بورين ان صراعهم مع المستوطنين على وضع اليد على الأرض وقال زبن "زمن النكبات ولى (في اشارة الى هزيمة عام 48) ولن نسمح للمستوطنيين بالاستيلاء على مزيد من الاراضي."

واضاف "هم يأتون لمهاجمتنا كل اسبوع ونحن هنا في القرية متحدين في التصدي لهم ولن يرهبونا."

واوضح ان المستوطنين يبدأون بالقاء الحجارة وعند محاصرتهم يبدأون بإطلاق النار كما جرى اليوم."

واضاف"عندما تصدى سكان القرية للمستوطنين الذين هاجموا احد منازل القرية قام احدهم بسحب مسدسه واطلق النار على فتى فأصابه إصابة مباشرة في فخذه."

وقال مصور لرويتزر كان في المكان انه شاهد الفتى ينزف من فخذه وقد حمله مجموعة من الشبان الى سيارة الإسعاف.

واصيب العديد من الناشطين الذين فشلوا هذه المرة باقامة قريتهم على اراض يهددها الاستيطان بعد ان نجحوا في مرات سابقة باقامة قريتي باب الشمس والكرامة على اراضي في منطقة القدس لعدة ايام قبل ان تتم زالتها.

وعمل افراد الجيش الإسرائيلي ومعهم المستوطنون على ازالة الخيام وبيوت صغيرة من الصفيح سعى النشطاء بالتعاون مع سكان قرية بورين لإقامتها على اراضي القرية المهددة بالمصادرة.

وتحدث تقرير الأمم المتحدة عن اقامة نحو 250 مستوطنة في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية منذ عام 1967 وان هذه المستوطنات تأوي نحو 520 ألف مستوطن.

وقال التقرير إن المستوطنات "تقود إلى عمليات ضم زاحفة تمنع قيام دولة فلسطينية متماسكة وقابلة للحياة وتقوض حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير."