"علماء الاردن" تستنكر دخول القوات الفرنسية الى مالي

أخبار البلد


بيان حول الأحداث في مالي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن رابطة علماء الأردن، وهي ترقب الأحداث المؤسفة في جمهورية مالي ، وما آل إليه وضع المسلمين فيها من تمزق وتقسيم للبلاد، واستنجاد بالغريب المستعمر الذي ما فتئ ينظر إلى ديار المسلمين بنظرة السيادة والاستغلال، وما تم حتى الآن من دخول قوات فرنسية وأجنبية وعبور للطائرات عبر الجزائر ، فإننا نذكّر بما يلي:

1. إن هذا التدخل من قبل دول استعمارية مرفوض مشبوه، وما كان للجزائر بالذات التي استعمرتها فرنسا مائة وثلاثين سنة أن تسمح لهم ولازلنا حتى تاريخه لم نسمع اعتذاراً من فرنسا للجزائريين عن الحقبة الاستعمارية واستشهاد مليون جزائري على يد هذه الدولة الاستعمارية وما كان لهذه الدولة أن تتحرك إلا وفق مصالح خاصة بها، أو أن تكون ضد أهالي البلاد ، فها هم يتدخلون في مالي بينما يحجمون عن الدعم ولو المعنوي لشعب سوريا، كل ذلك يضع عليهم علامات استفهام أن الذي يحركهم هي مصالحهم لا الهدف الإنساني ونجدة الشعوب المظلومة.

2. إن على الجزائر أن تعلم أن مشكلات الدول الإفريقية عموماً تحل عبر قنواتها المشروعة والحوار، خاصة إن كانت هذه المشكلة متعلقة بوجود فئة قسمت البلاد وحكمت جزءاً منه، ففي الصومال مثل ذلك، وربما في جنوب اليمن وفي أفغانستان، فلا نريد إراقة الدماء ولا التشرذم والتقسيم. وكنا نتمنى على الجزائر أن تحاور الخاطفين من باب الحفاظ على أرواح الرهائن ، وكان من الضروري الاستماع لمطلب الإفراج عن الشيخ الضرير عمر عبدالرحمن المسجون في الولايات المتحدة منذ عشرين سنة .

3. إن الدول الغربية مطالبة أن لا تكيل بمكيالين، ولا تستهزئ بالشعوب الفقيرة والمستضعفة على وجه التحديد، ولتعلم بأننا شعوب تحب السلام ولكنها في الوقت نفسه لا تقبل الخضوع والاستسلام، وإننا نعتقد جازمين أن الحوار هو الوسيلة الحقيقية لحل المشكلات.

4. نناشد الذين حملوا السلاح وادعوا تمثيل الإسلام في شمال مالي أن يراعوا أوضاع العالم والصراعات فيه، وأن يتقوا الله في حركتهم، ويراعوا الفرق بين الشجاعة والتهور، ولعل القوى العالمية انتظرت لحظة تجمعهم في شمال مالي لينقضوا عليهم مرة واحدة، تماما كما حدث في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م ، وإن هذا المنهج الاستعدائي للناس عموماً لا يجدي، وهناك حلول كثيرة للإصلاح يجب الأخذ بها وفق المنهج الصحيح شرعاً ومنطقاً.

5. إن موضوع حجز الرهائن المدنيين المستأمنين بهذه الصورة التي رأيناها في الجزائر أمر غير مقبول وهو بحاجة إلى مراجعة، وربما كان ضرره أكثر من نفعه على الإسلاميين عموماً .

6. نؤكد على الدول الإسلامية كلها أن حقوق الإنسان ينبغي أن تكون مقدَّرة محترمة، وأهمها حرية التعبير والمشاركة، والشعوب بقدرتها على التغيير والإصلاح هي التي تقرر مصيرها باختيار الأفضل بالنسبة لها، أما الظلم والقهر والإقصاء فهي تكرس مزيداً من العداء والانقسام والانتقام بين القوى المخلفة داخل أية دولة، وآن أوان النهج السلمي في التغيير عند كل الشعوب والدول.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

رابطة علماء الأردن

28/1/2013