اخر نصف ساعه




ذاكرة الوطن لا تتسع لما جرى بها ، ومستقبل البلاد لايحتمل ما سيجري في الثلاثون عاماً القادمه ، من لفلفه وتسفيه وترقيع وكمش وخصم من هنا وزياده هناك لحيث هم .

في اخر نصف ساعه اكتوت قلوب ظلماً وارتوت اخرى فرحاً مأزوماً ركيكا كمن صنعه ، ففيها توقف نبض الانتماء للوطن وقتلوا في قلوب اطفال الوطن حلم .

في اخر 30 دقيقه كان هناك حراك وتحبط وحقيبه اكتنز بها اوراق نقدية تنقلت من يد لاخرى ......وتناثرت مقاعد ووزعت ارقام وترتيب فوز منقوص .

كان هناك البلاده عنوان ، والرخص مبدأ ، والوطن سلعه للبيع ، والضمير سلة قمامه ، والزندقة قوه ، والفجور كياسه .

في اللحظات الاخيره من انفاس الوطن ، وزعت التركة على ابناء جيران ، وتليت وصيه من بليد ونهب محاصيل صندوق اقتراع ، وطمست معالم حق وكتم صوت ضمير .

في اخر 30 دقيقة بعمر الوطن ...استباحوا فكر الادميه ، وحلم الطفولة ، واقصي شرفاء وهدم الامل بالنزاهه مثلما تأكل فكر الاصلاح والصلاح ، في تلك الليله جمعت كل صلوات وتراتيل دعاء الاستقرار وقذفت لابعد نقطه خارج حدود الوطن .


في اخر دقيقه من الـــ30 دقيقه المتبقية من عمر ما كان يسمى وطن قرئت الفاتحه بعد احتساء عصير التفاح ، الان وقد ارتاح احدهم بما جرى ليلة الغدر وخيانة وطن .....ونسي ان جميع ساكني موطني يعرف حقيقة ما جرى ليلتها .

ليلة الغدر تلك ....ورغم ما جرى ......انتزع الشرفاء الفرحه المنقوصه من وجوه اشباه الرجال وفوزهم المزور الملفق .

فلم تعد الحقيقه خافية على احد .....والكل يعرف ما حدث ويحدث ، تجملوا كما تريدون فما فعلتم وتفعلون واضح ...يكفيكم اسخفاف بعقول بشر .....