هي أخطاء سكان كوكب آخر

الكاتب: المستشار شفيق الدويك

كلما قابلتَ مواطنا أو مواطنة هذه الأيام، فإن إحتمالية تعرضك للسؤال التالي كبيرة جدا: ما رأيك في الإنتخابات، وفي الوضع الإقتصادي، وبالك متى ستُفرج ؟

أجيب على الفور: ما رأيك أنت أو أنتِ ؟ ، بغية الحصول على آراء الناس، وتكوين فكرة جمعية عن نمط إدراكهم/إدراكهن لما يدور حولنا من أمـــــــور سياسية وغير سياسية لأن الحديث في العادة يتشعّب كما يقال.

الملفت للنظر ، بل المدهش حقا، أن معظم الذين نلتقيهم/نلتقيهن، وبغض النظر عن مستويات التحصيل العلمي ومنحنى الخبرة في الحياة أو حتــــى السن، لديهم/لديهن قدرا كبيرا من الوعي السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي، ويـــــــــتم تقديم الحلول غير العملية أحيانا، الجيدة أحيانا، والرائعة أو المبتكرة في أحيـان أخرى نادرة من قبـــل الجميع خلال فترة اللقـاء الذي قد لا يتجاوز الربع ساعة، بعبارة أخرى فإن الناس هنا يثبـــــتون بأنهم يعرفــون الصحيح، أو لنقل معظمه رغم تحفظهم، ويحلـــــــمون به ليل نهار، مستندين الى وعاء وعي ومعرفة كبير نسبيا.

بل والملفت للنظر أيضا، أن الجميع يبدون لك تمتــــعهم بالمواطنة الصالحة لدرجة أنك تصل الى قناعة تامة بأن الأخــــــطاء أو التصرفات التي نمقتها وتؤذينا يفعلها سكان كوكب آخر غير كوكبنا !

ثقافة لا بد من فكها، تنظيفها، وإعادة تركيبها من جديد.

من ناحيتي، أنتظر الصحيح الذي كُتب عنه كثيرا، مثل غـــــــيري، من طرفين: من طــــــرف الحكومة، ومن طرف الشعب.

والصحيح المتوقع من الذين يعتدون على حريات وحقوق الناس في كل دقيقة تقريبا، لا يمكن أن نحصل عليه دون عقل ويد حكومية كفؤة وفاعلة وقادرة، فهي مفوّضة، تكون بمثابة عقل ويد أب متمتع بكامل الهيبة والمحبة، أي بالأبوة التامة.