كثيرين قليلين بركه

الكاتب الصحفي زياد البطاينه

..... بدايه لايحق لمن تعاملوا مع الانتخابات النيابية بسلبيه ان يتحدثوا عنها او عن اليتها او نتائجهاولا ان ينتقدوا ولايهرفوا تلك الفئة التي تحاول ان تتسيد الموقف وتعلن وصايتهات على الشارع هي الفئة التي لم تؤدي واجبها تجاهنفسها ولا تجاه الوطن واهله بل فردت جناحيها على الساحه وادعت انها الاوسع نتشارا والاكثر جماهيرية والاقدر على افشال كل ما لم يتماشى مع مصالحها واهدافها ومكتسباتها ومصالحها ونبذفرسانها الراي الاخر واعتمدوا شعار الاتهامية والتشكيك

نعم فالانتخابات التي جرت بالاردن تحتاج لوقفات طويله لاستخلاص الدروس والعبر لكل من يريد ان يتعرف الى كنهها وكل من ينادي بترسيخ الديمقراطية كنهج ارتضاه لنفسه

وبما ن الحكومة قد اعلنت عن حياديتها مرات ومرات بالرغم من محاوله استفزازها لمرات من بعض القوى السياسية التي لوحت بفزاعاتها وبتهييجها الشارع واتهامها الهيئة بالتدخل او عدم النزاهه او التزوير الخ مما سكن بالاسطوانه المشروخه واعتادت ان تردده مع كل موسم انتخابات بعض القوى والتي من الممكن انه لم يحالفها الحظ او ممن لم يجدوا حصة كافية من المقاعد تحت القبة او في اي موقع لاشباع نهمهم ورغبتهم ومتعتهم ونجحت السلطه بمواجهه تلك الاستفزازات بالبسمه والاكتفاء بالرقابه من بعيد...... حتى مرت سحابه الصيف العابرة فجاءت هذه الانتخابات بهذه الصورة التي ارضت الاغلبية وكانت نقله نوعيه في طريق الاصلاح الذي نشده كل اردني وكان الاقبال الغير متوقع والذي خفف من حده غياب الكثير والذين تركوا للمواطن حرية الاختيار و ومع هذا فقد ظهر ضعف القوى السياسة في هذه العمليةوحتى نسبه التصويت لهذه القوى السياسية التي مارست دورها لسبب ما لم تكن بالمامول لديها ولم تستطع الاحزاب والتكتلات والقوى السياسية استدراج الاغلبيةمن مجتمعنا ولم تستطع ان تجصل على ماطمعت اليه وهذا ايضا مانسميه سلبيه بحركتنا السياسية ومثقفينا او لاانتماء وهكذا يظل الاكثرية تعمل بمبدا لاامارس حقي ودوري وواجبي الوطني والدستوري ولكن اطالب واعترض وانتقد واحاول فرض رايي واعتقد ان ميزان العداله بين الواجب والحق قد اختل

ماعلينا افرزت الانتخابات ماافرزت ومن يحق له ان يسال او ينتقد هو من شارك واهتم وادى دوره ولو سال البعض نفسه عن تخليه عن دوره وواجبه هو الذي اوصل تلك النخبه الى تحت القبة ولو تبجح وقال القانون او الالية فالتغيير للقانون والاليه والاحتجاج والنقد تحت القبة لانه بالتشريع لامن خارج المجلس

اعود لاقول اعتقد بل اجزم اننا «متفقون جميعا ان من اوائل عوارض تحلل الدولة والمجتمع انهيار المؤسسات. فلا قيامة للاردن الا باعادة بناء مؤسساته من جديدج بعد ان نخر الفساد الجسد واقترب من العظم . وبغض النظر عن رأيالسياسيون الاردنيون وانقساماتهم فان الفترة الوحيدة التي امكن تلمس بداية تلاق وطني جدي هو في هذه المرحله وقد اقسمنا ان نبدا المشوار نعلي البنيان ونعظم الانجاز ونحلارب الفساد ونبني مؤسسات اردنيه ذات اسس قويه

نعم ان ميثاقا وطنيا جديدا يجعل عنوانه وهدفه المؤسسات التي يتفرع منها الانماء والعدالة واحترام الانسان يشكل مدخلا لنقاش كل خلافاتنا واختلافاتنا وإدراجها تحت بند المعالجه او الاصلاح او التصويب سموه كنما تريدون وسوى ذلك هدر للطاقة والوقت واحلام الناس. فاما أن نبدأ ببناء مؤسسات واما أن نسير الى مزيد من التحلل، وهذا ينسحب على كل المستويات».

وكلنا يعرف ان تغيير الذهنية لا يحصل بين ليلة وضحاها. وان المسؤولين اليوم، وهم شركاء في تدمير المؤسسات، لا يمكن الرهان عليهم. لكن لا بد من ان يشعر كل المواطنين، لا سيما الشباب منهم، ان آوان انتزاع القرار قد حان. وان التغيير السلمي يبدأ خطوة خطوة وعبر الوعي اولا»

وان المطلوب كثير وشاق. والعمل يفترض ان يكون على مستوى افقي لان الحاجات الضرورية كثيرة. ومع ذلك، لا نيأس طالما ان مجموعات لا تزال تحمل هم الشأن العام وتسعى الى الاضافة والتطوير واستشراف المستقبل وحمايته من حماقات الماضي».

حقيقة لا يحتاج المتتبع لما يجري على الساحة الاردنية حتى بعد ان بدانا الخطوة الاولى في طريق التصويب والذي لاقى معارضة واتهامية وتشكيكبات المتتبع لايحتاج الى جهد كبير ليتلمس الشعور الحاد بالهشاشة الذي تعكسه اجواء البلد في هذه المرحله والذي يحتاج لوقفات طويله مستعرضا الاسباب والمسببات التي دفعت البعض للاستياء والتعبير بطرق مختلفه . فالامن منزعج في اكثر من واقعة ومشهد. والسياسة عالقة في عنق زجاجة القانون الانتخابي العتيد يقول عنزة ولو طارت وقد فرض نفسه بالرغم من كل الاحتجاجات والمسيرات والصرخات . والاقتصاد تجاوز خط الاستقرار الاحمر. وغوايات الفتنة تدير الرؤوس. وفي لحظة تبدو التوافقات شبه مستحيلة والامور متشابكه ومعقده ،

هواجس كثيرة تسكننا كاردنيين ومن ابرز هواجسنا كيف نحول دون ان يترسخ التباعد والخوف بين الاردنيين فينجم عنهما سيناريو سبق واختبرناه. اليوم يختلط الحابل بالنابل فلم نعد نميز انواع السياسات وبتنا خائفين على مصيرنا ومستقبلنا وقد اغلقت كل السبل حتى الاحزاب التي كانت تنشر برامجها ومبادئها وتنادي بالعداله والمساواه ومحاربة الفساد لم تعد قريبة من بعضها البعض لتجتاز المرحله الى الامعان في الاغلاق والتشرذم وكانها مرحله انية انتهت بااظهار نتائج الانتخابات فتجاهلت الاخر حتى عضت نفسها والبعض عبر عما يحمل بالعنف وقطع الصلة بالحضارة وعادوا قبليين بثياب حديثة. ونحن نحاول ترميم ما هدمناه على امتداد سنوات

الشباب تحاول اليوم التأطر والبحث في عدد من الافكار وايجاد اجوبة على مجموعة اسئلة ابرزها: لماذا وصلنا في الاردن الى مرحلة تغط بالازمات ولماذا لم نتعظ من نتائجها؟ هل نحتاج الى عقد اجتماعي جديد ام ميثاق جديد؟ كيف نعالج التصدعات في البنيان السياسي الاردني ؟ ماهي احوالنا الاجتماعية والاقتصادية؟ لماذا يفشل مثقفونا في التغيير بالافكار والحوار؟اسئله وايئله منوعه مشكله حائرة تبحث عن جواب

وكيف نشخص المرض هو المرحلة الاصعب لانها تحتاج الى دقة عالية وتقنيات متطورة ابرزها ما يسمح لكل جماعة بالنظر جيدا وبتجرد الى «دواخلها» لتحدد اين اصابت واين اخطأت. كما يحتاج الأمر الى اعتراف كل مجموعة بالمرض ودقة تشخيصه لتبدأ بعدها مرحلة العلاج».

pressziad@yahoo.com