الخارجية الامريكية تستفز الشعب الاردني وتثني على الانتخابات


ان الديمقراطية الامريكية والتي تصدرها وزارة الخارجية الى الدول العربية مختلفة تماما عن الديمقراطية التي يعيشها الشعب الامريكي ففي خضم ازمة الانتخابات التي يحياها الاردن الان وفي ظل ارتفاع الاصوات في مختلف المناطق الاردنية نتيجة لعدم النزاهة ولعدم شفافية الانتخابات حينما اكدت وسائل الاعلام الاردنية المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة انباء فوز عدد من المرشحين في مختلف الدوائر عادت الهيئة المستقلة في صباح اليوم التالي وخلخلت النتائج واسقطت من اسقطت من اولئك المرشحين واستبدلتهم بآخرين ومن المؤسف ان تعتبر وزارة الخارجية الامريكية ما جرى خطوة في طريق الاصلاح في الاردن وهذا مؤشر خطير يأتي مباشرة بعد قيام السفير الامريكي في عمان في وقت سابق بزيارة احد الوزراء وتحديد ساعة الصفر لرفع الدعم عن المشتقات النفطية مما يعني ان الخارجية الامريكية ما زالت تتدخل في الشأن الداخلي الاردني و تدعم بشكل مباشر وعلني ما تم في هذه الانتخابات مستفزة بذلك اطياف الشعب الاردني الرافض لنتيجة الانتخابات واطياف الشعب المقاطع لها وانني استغرب هنا كيف تسمح وزارة الخارجية الامريكية لنفسها بالتدخل المبطن في شؤون دولة من المفترض انها مستقلة وتنحاز الى الحكومة ضد الشعب ظنا منها ان هذا التصريح سيقنع الشعب الاردني بنتائج الانتخابات ونسيت انها فقدت مصداقيتها عند الشعوب العربية و متناسية ايضا ان الازمات التي يعيشها الاردن الان هي وليدة السياسات الامريكية المتغطرسة في المنطقة ونتيجة لتدخلها السافر في شؤون الدول العربية فالسياسات الامريكية هي التي دمرت البوابة الشرقية للامة العربية ونهبت خيراتها وقسمت مواقف شعوبها واستحدثت عدوا اخر للامة العربية واقنعت الشعوب بذلك وقد انعكس ذلك سلبا على الاردن من خلال تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتفشي الفساد وها هي الاجهزة الامريكية تبذل جهدا استخباريا كبيرا مستغلة الاوضاع الاقتصادية القاسية باتجاه زعزعة الامن لدى الدول العربية التي تحررت من الاستعمار الامريكي واعلنت استقلالها اعتقد ان اللعبة الامريكية باتت مكشوفة للعيان لذلك يجب على السلطات الامريكية ان تكف يدها عن التدخل في شؤون الشعوب وفي شؤون الدول واذا كانت جادة فيما تدعي وتحب الخير للشعوب وترغب بنشر الديمقراطية والاصلاح فعليها ان تجد وتساهم في حل ومعالجة الازمات الاقتصادية الحادة التي تعيشها بعض دول المنطقة ويجب على الشعوب والحكومات ان تستيقظ من سباتها العميق وان لا تسمح لا للخارجية الامريكية ولا لغيرها بالتدخل المباشر وغير المباشر في شؤون الشعب والدولة وعلى الحكومة ان تغير من نهجها وتسلك الطرق المعبدة والتي تؤدي بالشعب الى بر الامان وذلك من خلال بناء علاقات وطيدة مع اقطاب عالمية اخرى تهتم بمعالجة هموم الشعب ومشاكله وايقاف الخارجية الامريكية من مغبة التدخل في الشأن الداخلي مقابل دراهم معدودة لا تعالج 2% من معاناتنا سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويكفيهما شرور التدخل الخارجي ما ظهر منه وما بطن انه نعم المولى ونعم النصير.