انتخاباتنا وانتخاباتهم !!!

.... اجرى التلفزيون الاردني - والمفترض ان يكون تلفزيون دولة ووطن لا تلفزيون حكومة واجهزة – لقاء مع احد اعضاء مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخابات والذي كان احد مرشحي الحركة الاسلامية سابقا يرافقه احد النواب السابقين ايضا !

اللافت للنظر ان عضومجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخابات ولدى سؤال محاوره عن نسبة الاقتراع اجاب وبطريقة مستفزة للعقول ومستنكرة من قبل ارباب الحجى ان قانون الانتخاب لم ينص على النسبة وان على التلفزيون الا يلي هذه القضية – اي قضية النسبة المئوية للمقترعين - اية اهمية فالانتخابات ماضية وسارية شاء من شاء وابى من ابى !!

وان عليهم – اي مقدمي البرنامج والطواقم المكلفة بمتابعة سير العملية الانتخابية - الا يشغلوا بالهم بهذه القضية – قضية النسبة !!

واضاف بان من اختار عزل نفسه عن العملية الانتخابية – في اشارة مبطنة للحركة الاسلامية التي رعته يوما واوصلته لقبة البرلمان وفسحت له مساحات كثيرة والتي لولاها لما وصل الى ما وصل اليه – فانه حكم على نفسه بان يكون خارج عملية الاصلاح وتقرير مصير هذا الوطن !!

وكان الوطن مصيره وسياساته فقط تقرر تحت اجواء قبة البرلمان .. ونسي او تناسى ان الشارع هو من جعل وتيرة الاصلاحات التي على ضآالتها ان تجعله احد نتائجها عضوا في هيئة جديدة مستقلة للانتخابات تشكل وتؤسس لاول مرة في تاريخ الحياة السياسية الاردنية المعاصرة !!

نسي هذا النائب الاسلامي السابق ان من غمزهم ولحن القول عليهم هم ارباب الشهرة التي هو فيها وانهم ارباب ما هو فيه من مكانة مرموقة عند النظام والاجهزة !!

والادهى من ذلك ان شريكه في اللقاء النائب السابق ايضا قرر وبكل قوة وحزم ان هؤلاء – اي المقاطعين للانتخابات – اصبحوا خارج اللعبة السياسية بايديهم ورغبتهم !!

وكان سعادة هذا النائب لا يعلم ان اللعبة السياسية في الديمقراطيات التي يتشدق بها ويقتدي بها – تقوم على الحزب الحاكم والاحزاب والقوى المعارضة اذ ان القوى المعارضة لها دور فاعل وقوي وتاثير فعال في العملية السياسية !!

ونظرة سريعة على انتخابات يهود – والتي جرت قدرا ومصادفة قبل يوم واحد سبحان الله من موعد انتخاباتنا- نجد ان النسبة المئوية هي الفيصل فيمن يجلس تحت القبة !!

وكاني باجراء انتخاباتنا وانتخاباتهم في يومين متتاليين انها تشي بان تكون نتائجهما متناسقة متناغمة لما يعزز معاهدة الذل والعار – معاهدة وادي عربة – ويقوض ما تبقى من نسيج شعبي ومجتمعي وعشائري في اردن الحشد والرباط !!

لك الله يا اردن يا ارض الصحابة الاطهار ومعبر الفاتحين الابرار في امثال هؤلاء الذين حكموا على النسبة الكبرى من الشعب بانهم خارجون عن مسيرة الاصلاح وانهم قد انتحروا سياسيا حيث يعتقد هؤلاء – اي امثال هذين النائبين- بان هذه الانتخابات ستكون مختلفة عن سابقاتها والتي اقروا ضمنا بان الانتخابات السابقة شابها التزوير وانها كانت جرائم بحق الوطن !!

فما الذي اختلف؟! اذا كان القانون الذي بنيت عليه هذه الانتخابات المعجزة كانت من مجلس مزور؟! واذا كان عدد كبير من اعضاء المجلس المزور قد عادوا ورشحوا انفسهم مرة اخرى وخاضوا غمار الانتخابات؟!

فاي مجلس سيكون هو؟! واي خير ينتظر الاردن؟! بل اي مستقبل سيكون؟!