اعتبر نائب المراقب العام لحركة
الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد أن كل ما جرى من حديث عن إصلاحات أو
إجراءات أو تعديلات في القوانين والتعديلات الدستورية هي عبارة عن تعديلات
في الهواء ولا تصيب صلب العملية السياسية.
وأضاف بني ارشيد خلال استضافته
برنامج "حديث اليوم” الثلاثاء، "لا يمكن أن نقول أن الأردن اليوم أصبح
بموجب هذه التعديلات يسير نحو التحول الديمقراطي، فالمطلوب تحول ديمقراطي
حقيقي يعيد السلطة إلى الشعب، فالشعب سلبت سلطاته منذ عشرات السنوات وفرضت
عليه وصايات سياسية وأمنية ومخابراتية، ولا بد للشعب أن يستعيد سلطاته، ولا
بد لهذه الوصايات أن ترتفع.
وأشار إلى أن الأردن يعاني من
مديونية كبيرة وضخمة، ويعاني من عجز مستمر، ويعاني من عدم القدرة على
محاسبة الفاسدين والمفسدين، وكل ذلك لغياب إرادة الشعب وغياب الإرادة
السياسية الجادة والحقيقية في الإصلاح.
وحول مقاطعة الحركة الإسلامية
للانتخابات النيابية، أكد بني ارشيد أن الانتخابات بهذه المواصفات وهذه
المعطيات وهذه القواعد الحاكمة للعملية الانتخابية لم تعد مجدية، لا تعبر
عن إرادة الشعب الأردني، ثبت فشلها في إنتاج مجالس نيابية للقيام بأدوارها
الدستورية في الرقابة والتشريع، ولذلك شهدنا حل مجلس النواب السابق
والأسبق.
وأضاف بأن مصير المجلس القادم
لن يكون بعيداً عن نفس مصير المجالس السابقة، ولذلك نحن قاطعنا الانتخابات،
وندعو إلى مقاطعة الانتخابات، ونعتبر أن كل من يشارك في الانتخابات هو
اجتهاد سياسي، نتفق معه في الأهداف، أو يتفق معنا بأن قانون الانتخاب لا
يصلح لأن يكون قانوناً للتمثيل والتعبير عن إرادة الشعب، ونختلف معه في
طريقة المعالجة، سنكتشف بعد أيام قليلة كم هو حجم الأضرار التي لحقت
بالأردن نتيجة هذه الانتخابات.
وأشار إلى أن هناك أكثر من 7
أحزاب أردنية مقاطعة، معارضة وغير معارضة، إضافة إلى قطاع واسع من الحركات
الشعبية ومزاج أردني عازف عن المشاركة في الانتخابات.
وقال بني ارشيد: "بالمعطيات
الحالية لا الشعب مصدر للسلطات والنظام ليس نيابياً، لأن مجلس النواب غير
قادر على ممارسة أدواره الدستورية، ولأن مجلس النواب وانتخاباته يشوبها
تزوير كبير جداً بالاعتراف الذي حصل أو صدر عن المسؤولين، ولأن مهمة
التشريع ليست مناطق فقط بمجلس النواب وإنما هنالك الغرفة الثانية وهي مجلس
الأعيان ويعينهم الملك لا علاقة لهم بإرادة الشعب”.
وأضاف بأن "الأردن السياسي
الرسمي منذ أن أنشئ بدوره الوظيفي وهو يستند ويتكئ على القوى الغربية،
ثانياً لا يصنع الفوضى أو الاضرابات أو القلاقل او فقدان الأمن الحركة
الإصلاحية في الأردن، وإنما استمرار النهج السابق هو الذي يمكن ان يفجر
الأوضاع وهو الذي يتحمل كامل المسؤولية.
وأكد بني ارشيد أن الحركة
الإسلامية تمارس حركة راشدة تطالب وترفع شعار إصلاح النظام وقد توافقت مع
نصاب وافر من الحركات الأردنية على هذا الشعار، وعلى حراك سلمي مدني راقي،
وإذا استمر النظام في إدارة الظهر وعدم الاستجابة، هذا هو الذي يمكن أن
يفجر الأوضاع، وقد شهدنا عند ارتفاع الأسعار في تشرين الماضي، في أكتوبر
الماضي، أن فئات من المواطنين اندفعت إلى الشوارع وبوقت واحد وبطريقة عفوية
ورفعت شعار إسقاط النظام.